﴿ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا﴾ [النساء: ٩٢] سمى إعفاءهم صدقةً. قوله: ﴿وآتوا النساء صدقاتهن نحلةً﴾ [النساء: ٤] أي مهورهن، مأخوذ من الصدقة، وفيه تنبيه على أن في إعطائه أجرًا كما في إعطاء الصدقة. وقد أثبت الشارع ذلك في النفقة الواجبة كقوله عليه الصلاة والسلام: "وحتى اللقمة تضعها في في امرأتك".
يقال: صداق المرأة وصداقها وصدقتها. وقد أصدقتها، أي أعطيتها صداقًا وسميته لها. قوله تعالى: ﴿فأصدق وأكن﴾ [المنافقين: ١٠] من الصدقة. وقال الراغب: من الصدق أو الصدقة، وليس بذاك. قوله: ﴿إنه كان صديقًا﴾ [مريم: ٤١] أي بليغًا فيه. وهو من كثر منه الصدق وقيل: من لم يكذب قط. وقيل: من لم يتأت منه كذب لتعوده الصدق. وقيل: من صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله، وهذه هي درجة الأنبياء، ولذلك وصف بالصديقية خليله فقال: ﴿إنه كان صديقًا نبيًا﴾. وقال تعالى: ﴿فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين﴾ [النساء: ٦٩] فهم دون الأنبياء في الفضيلة، إذ لا فضيلة عندنا توازي النبوة خلافًا لقومٍ خالين من المتصوفة. قوله: ﴿وأمه صديقة﴾ [المائدة: ٧٥] قيل: لو كانت نبيةً لوصفها بها، إذ في مقام المدح نما يوصف بالأكمل.
وصدق: يتعدى للثاني بنفسه بحر الجر مثل كذب. تقول: صدقته الحديث وفي الحديث. قال تعالى: ﴿ولقد صدقكم الله وعده﴾. قوله: ﴿إن المصدقين﴾ [الحديد: ١٨] قرئ بالتشديد من التصدق، والتخفيف من تصديقهم ما [جاء به]


الصفحة التالية
Icon