والضحاك: الاستثناء لأهل الكبائر من المسلمين يخرجون من النار. وقال مقاتل: استثنى الموحدين. وقال الأزهري: استثنى أهل التوحيد الذين شقوا بدخول النار المدة التي أرادها الله تعالى ثم أخرجهم بشفاعة الأنبياء والأولياء. وقيل: المراد بالسماء والأرض سماء الجنة وأرضها، وبالاستثناء مدة إقامتهم في البرزخ وهذا أولى ما ذكر في الآية. وما ذكرته عن قتادة وغيره فمما نبهت عليه أول هذا الكتاب لا يعني تفسير اللفظ بغير ما وضع له، بل بما لزمه أو جعل كنايًة عنه. ولذلك ذكرته لبعده عن مدلول اللفظ. وفي الحديث: "كان عمله ديمًة" أي متواصلاً في سكونٍ. وقيل: دوم من الأضداد؛ دوم: سكن، ودوم الطائر: حلق ودار في طيرانه كما تقدم. وقيل: ليس كذلك بل دوم معناه صف جناحيه في طيرانه وسكنهما. والدوام: الدوار في الرأس. ودوامة الولد من ذلك لدورانها.
د ون:
قوله تعالى:} من دونكم ﴿[آل عمران: ١١٨] أي من مكان غير مكان إخوانكم المسلمين. هذا حقيقة تفسير اللفظ؛ فإن دون ظرف مكانٍ ويعبر به عن المنزلة الدنية، فيقال: فلان دون عمر، أي تحته في المنزلة. وفسرت بمعنى غير، أي تتخذوا بطانًة من غيركم. وقد ينصرف كقوله: [من الطويل]
٥١٧ - وباشرت حد الموت والموت دونها
برفع النون. وقرئ﴾ ما دون ذلك ﴿[النساء: ٤٨] بالرفع. وأما دون بمعنى رديء فصفة من الصفات. ومنه ثوب دون. وقيل: هو مقلوب من الدنو. والأدون: الرديء كما تقدم. وقيل في قوله:﴾ لا تتخذوا بطانًة من دونكم ﴿أي ممن لم تبلغ منزلته منزلتكم في الديانة، وهذا قريب مما قدمته أولاً. وقيل: في القرابة. وقوله:﴾ ويغفر ما دون ذلك {أي أقل منه، وهو راجع لما ذكرته. وقيل: ما سوى ذلك. قال الراغب: