صاعقةً، والنار كقوله تعالى: ﴿ويرسل الصواعق﴾ [الرعد: ١٣]. قال الراغب: ما ذكره فهو أشياء متولدة من الصاعقة؛ فإن الصاعقة هي الصوت الشديد من الجو، ثم يكون منه نار فقط أو عذاب أو موت، وهي في ذاتها شيء واحد. وهذه تأثيرات منها. وقرئ: ﴿الصاعقة﴾ فقيل منها، وأنشد لابن أحمر: [من الطويل]

٨٧٩ - ألم تر أن المجرمين أصابهم صواقع لا بل هن فوق الصواعق
ونسبها الفراء لتميمٍ. فعلى هذا ليست مقلوبة. وقال الراغب: الصاعقة والصاقعة يتقاربان وهما الهدة الكبيرة، إلا أن الصقع في الأجسام الأرضية، والصعق في الأجسام العلوية. قال بعضهم: وجملة الصاعقة الصوت مع النار. وأنشد لبيد يرثي أخاه، وكان قد أصابته صاعقة فقتلته: [من المنسرح]
٨٨٠ - فجعني الرعد والصواعق بالـ ـــفارس يوم الكريهة النجد
وقيل: هي كل عذاب مهلك. وقيل: هي الموت وإن اختلفت أسبابها من ريحٍ أو نارٍ أو صوتٍ أو غير ذلك. قوله: ﴿وخر موسى صعقًا﴾ [الأعراف: ١٤٣] أي لحقته غشية بدليل: ﴿فلما أفاق﴾ [الأعراف: ١٤٣] وهو نوع من الإغماء، والإغماء جائز على الأنبياء لأنه من بعض الأمراض بخلاف الجنون.

فصل الصاد والغين


ص غ ر:
قوله تعالى: ﴿وهم صاغرون﴾ [التوبة: ٢٩] أي أذلاء قماء. والصغار: الذلة. قال تعالى: ﴿سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله﴾ [الأنعام: ١٢٤]. وقال الشافعي: معنى الصغار أن يعلو حكم الإسلام حكم الشرك. يقال: صغر صغارًا أي ذل، وصغر ضد كبر، فوقع الفرق بالمصدر. والصاغر: الراضي بالمنزلة الدنية. وعليه حمل قوله: ﴿وهم صاغرون﴾. والصغر والكبر من الأسماء المتضادة المقولة عند اعتبار بعضها ببعضٍ؛


الصفحة التالية
Icon