لأنك تتولاهم، ومن توليته فلا سعادة له أعظم من ذلك. قوله: ﴿وأصلحنا له زوجه﴾ [الأنبياء: ٩٠] أي خلقًا وخُلُقًا. وقيل: من العقر، ألا ترى قوله: ﴿وكانت امرأتي عاقرًا﴾ [مريم: ٥]. قوله: ﴿من عبادنا صالحين﴾ [التحريم: ١٠] وصفهما بأجمل الصفات لأن الصلاح يشمل أمور الدنيا والآخرة.
وصالح النبي المشهور من ذلك. وصلاح: علم لمكنى مبني على الكسر كحذام وقطام. وهذه لغة الحجاز، ولغة تميمٍ إعرابه غير منصرفٍ. وقد جمع بين اللغتين من قال: [من الوافر]
٨٩٠ - إذا قالت حذام فصدقوها | فإن القول ما قالت حذام |
وقال الحارث بن أمية يذكر مكة، شرفها الله تعالى بهذا الاسم: [من الوافر]
٨٩١ - أبا مطرٍ هلم إلى صلاحٍ | فتكفيك الندامى من قريش |
وتأمن وسطهم وتعيش فيهم | أبا مطرٍ هديت بخير عيش |
وتكسن بلدةً عزت لقاحًا | وتأمن أن يزورك رب جيش |
قال الهروي: قرأت في شعر الدريدي في مفاخرةٍ: [من الكامل]
٨٩٢ - منا الذي بصلاح قام مؤذنًا | لم يستكن لتهددٍ وتنمر |
قال: يعني خبيب بن عدي. قلت: يشير إلى قتله وصلبه رضي الله عنه حين قتله المشركون بمكة وصلبوه، شبهه بالمؤذن.