ذهب ويعبر بالصواغ عن الكذاب، يقال: صاغ قوله يصوغ صياغةً فهو صواغ، وذلك لأن الكاذب يحسن كلامه وينمقه ليروج كما أن الصائغ يحسن بصياغته الأشياء. ومنه حديث أبي هريرة وقد قيل: إنه خرج الدجال فقال: ((كذبةٌ كذبها الصواغون)) أي الكذابون.
ص وف:
قوله تعالي: ﴿ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها﴾ [النحل: ٨٠] الأصواف: جمع صوفٍ واحدته صوفةٌ. وهو معروفٌ. قيل: عدد عليهم نعمه بما جعل لهم من الأنعام غير ما يأكلونه ويشربونه وينتفعون به في سيرهم وحمل أثقالهم ما يكون لهم لباسًا يقيهم الحر والبرد، وهو من الأنواع الثلاثة: الضأن والمعز والإبل، فالأصواف من الضأن وهو مختصٌ بها، والأوبار من الإبل وهو مختصٌ بها، والأشعار من المعز. ولم يذكر للبقر شعرٌ ينتفع به في ذلك. وقولهم: ((أخذ بصوفة قفاه)) كنايةٌ عن التمكن منه. وأرادوا شعره النابت في قفاه. فاستعاروا ذلك. وكبشٌ صافٍ وصائفٌ وأصواف: كثير الصوف. وصاف مقلوبٌ من صائفٍ كهارٍ من هائرٍ. قال الراغب والصوفة: قومٌ كانوا يخدمون الكعبة، فقيل: سموا بذلك لأنهم تشبكوا بها كتشبك الصوف بما يثبت عليه. والصوفان: نبتٌ أزغب.
قال: والصوفي قيل: منسوبٌ إلي لبسه الصوف. وقيل: منسوبٌ إلي الصوفة الذين كانوا يخدمون الكعبة لاشتغالهم بالعبادة، وقيل: منسوبٌ إلي الصوفان الذي هو نبتٌ، لاقتصارهم في الطعم علي ما يجري مجري الصوفان في قلة العناء في الغذاء.
ص وم:
قوله تعالي: ﴿كتب عليكم الصيام﴾ [البقرة: ١٨٣] مصدرٌ كالصوم وهو لغةً الإمساك مطلقًا سواءٌ كان الممسك عنه مطعمًا أو مشربًا أو كلامًا أو مشيًا، سواءٌ صدر ذلك من حيوانٍ أو غيره. ومنه: صامت الشمس: إذا بلعت كبد السماء، فلم تجر توهموا إمساكها عن السير. وصامت الفرس: أمسكت عن الجري أو العلف. وأنشد: [من البسيط].