فصل الضاد والغين.


ض غ ث:
قوله تعالي: ﴿وخذ بيدك ضغثًا﴾ [ص: ٤٤]. الضغث: قبضةٌ من حشيشٍ أو ريحانٍ أو قضبانٍ. وفي التفسير: أن أيوب عليه السلام حلف ليضربن امرأته مئة سوطٍ، فأفتاه الله تعالي بأن يأخذ حزمة مئة فيضربها فيبر، علي ما أوضحناه في موضعه. وبذلك شبهت الأحلام المختلطة فقيل: ﴿أضغاث أحلام﴾ [يوسف: ٢٤] أي أخلاطٌ مجتمعةٌ لا يدري ما تأويلها. وقولهم: ﴿أضغاث أحلامٍ﴾ حكمٌ منهم بذلك. ثم إنهم رجعوا وقالوا: يحتمل أن يكون أضغاثًا، فاعترفوا بعدم العلم بتأويلها حتى نفذ الله قدره. وقال مجاهدٌ: أهاويل الأحلام. وقال ابن اليزيدي: الضغث: ملء اليد من الحشيش، أي قبضة من أسلٍ فيها مئة قضيبٍ. والفعل الضغث- بالفتح- يعني المصدر. ويقال: ضغث الحشيش ضغثًا، أي حزمه حزمًا. فكان الضغث بمعني المضغوث كالريح. ومعني كلام أبي هريرة: ((لأن يمشي معي ضغثان من نارٍ أحب إلي [من] أن يسعي غلامي خلفي)).
أي حزمتان من حطب نارٍ. ومن كلام الكلابي: ((الناس يضغثون أشياء علي غير وجهها.
قيل: وما يضغثون؟ قال: يقولون الشيء حذاء الشيء، وليس به))
ض غ ن:
قوله تعالي: ﴿ويخرج أضغانكم﴾ [محمد: ٣٧] أي أحقادكم، من: أضغن عليه فعله، أي حقد عليه. وقيده بعضهم فقال: هو الحقد الشديد، فهو أخص. ويقال فيه: ضغن وضغن. ومنه قولهم: دابةٌ ذات ضغنٍ: إذا عسر قودها. وفرسٌ ضاغنٌ: لم يعط ما عنده من العدو. وناقةٌ ذات ضغنٍ كذلك. وقناةٌ ضغينةٌ: عوجاء. كل ذلك على


الصفحة التالية
Icon