طاعم، أي حسن الحال، ويعبر به أيضًا عن العاجز الذي يطعمه غيره. وقال الحطيئة يهجو الزبرقان بن بدر: [من البسيط]
٩٤٣ - دع المكارم لا تقصد لبغيتها | واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي |
أي ذو الطعام والكسوة من غيرك لك. وقد شكا آل الزبرقان الحطيئة لعمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال: لا أرى بما قاله بأسًا: أنت الطاعم الكاسي. فقيل: اسأل ابن الفريعة- يعني حسانًا- فقال: هجاه وسلح عليه. فحبسه عمر في أهوية. وكان عمر رضى الله عنه أعرف الناس بمواقع الكلام، وإنما قصد إخماد فتنه وإشاعة قوله. وكان رأيه أن يحمل الكلام على أحسن محامله ما وجد إليه سبيلًا، وهذا يدل على إتساع علمه بالكلام وتوجهاته رضى الله عنه، وإلا فكيف يخفى عليه ذلك مع قوله في صدره: ((دع المكارم))؟ ورجل مطعام: كثير الإطعام. ومطعم: كثير الطعم. ومطعوم: مرزوق؛ قال علقمة بن عبدة: [من البسيط]
٩٤٤ - ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه | أنى توجهه والمحروم محروم |
والطعمة: الشيء المعد للطعم، وقدر الشيء المطعم كالغرفة. والطعمة المرة، والطعمة الهيئة، ويعبر بها عن الكسب أيضًا. ومنه: هو طيب الطعمة أو خبيثها. وفي حديث أبي بكر: ((إن الله إذا أطعم نبيا طعمة)) أي رزقًا وحكمًا بدليل قوله بعد ذلك: ((ثم قبضه جعلها للذي يكون بعده)). وفي حديث الحسن: ((القتال على ثلاثة- فذكر اثنتين ثم قال: -وعلى هذه الطعمة)) أي المال. والطعام لغة: كل ما يطعم، أي يؤكل أو يشرب إن حملناه على الذوق؛ قال تعالى:
﴿كل الطعام كان حلًا لبني إسرائيل﴾ [آل عمران: ٩٣]
﴿ويطعمون الطعام﴾ [الإنسان: ٨]
﴿أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعًا لكم وللسيارة﴾ [المائدة: ٩٦]. وإما شرعًا فقد تقدم، وفيه بحث