وقيل: تقديره طاعة وقول معروف أمثل بكم. وسوغ الابتداء بالنكرة العطف عليها. وقيل: الأصل أطيعوا، ثم أبدل من الفعل مصدر منصوب نحو: ﴿فضرب الرقاب﴾ [محمد: ٤] ثم رفع خبر المبتدأ محذوف مبالغة، أي أمركم طاعة كقوله: ﴿فصبر جميل﴾ [يوسف: ١٨] وقد صرح الشاعر بما قدرناه من المبتدأ في قوله: [من الطويل]
٩٥٨ - فقالت:
على اسم الله أمرك طاعة | وإن كنت قد كلفت ما لم أعود |
وأصل التطوع تكلف الطاعة. غلب في العرف على التطوع بما لا يلزم من العبادات. ومنه الحديث: ((المتطوع أمير نفسه)). قوله تعالى: ﴿من استطاع إليه سبيلا﴾ [آل عمران: ٩٧] قد فسر النبي ﷺ الاستطاعة بوجود الزاد والراحلة وأمن الطريق. والاستطاعة نوعان: استطاعة بنفسه واستطاعة بغيره كما هو مشروح في غير هذا حسبما بيناه في ((القول الوجيز)). والاستطاعة: استفعال من الطوع فأفعلت بالحذف وعوض منه بالتاء كالاستقامة. قال بعضهم في تفسيرها: وذلك وجود ما يصير به الفعل متأنيًا. قال: وهو عند المحققين اسم المعاني التي بها يتمكن الإنسان مما يريده من إحداث الفعل، وهي أربعة أشياء: بنية مخصوصة للفاعل، وتصور للفعل، ومادة قابلة