قوله تعالى: ﴿طوبي لهم﴾ [الرعد: ٢٩] هي من الطيب، وإنما قلبت التاء واوًا لانضمام ما قبلها، وهما لغتان في كل صفة على فعلى عينها معتلة نحو طيبي وطوبي، وقد قرئ بهما. ورجل كوسي وكيسي، وصيفي وصوفي. وقيل: ((هي شجرة في الجنة)) فذكر من صفاتها أنه ليس بيت في الجنة إلا وفيه غصن من أغصانها، وإن الراكب المجد يسير في ظلها خمس مئة عام. وأحوال الآخرة لا تدخل تحت العقل. وقيل: بل هي إشارة إلى كل مستطاب في الجنة من غني بلا فقر، وبقاء بلا فناء، وشباب بلا هرم، وري بلا ظمأ، وشبع بلا جوع. وهذا كله واقع والله أعلم بما أراد.
قوله: ﴿إليه يصعد الكلم الطيب﴾ [فاطر: ١٠] هو ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإغاثة الملهوف، وإعانة المظلوم، كقوله تعالى: ﴿لا خير في كثير من نجواهم﴾ [النساء: ١١٤].
ط ي ر:
قوله تعالى: ﴿فيكون طيرا﴾ [آل عمران: ٤٩] وقرئ ﴿طائرا﴾؛ وقيل: الطير جمع طائر نحو راكب وركب، وصاحب وصحب. والطائر: كل ذي جناح يسبح في الهواء. طار يطير طيرانا. قيل: لم يخلق من الطير غير الخفاش. وكان يطير ثم يقع ميتا لا ينسل. قوله: ﴿وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه﴾ [الإسراء: ١٣] أي عمله الذي طار عنه من خير وشر. قوله: ﴿يطيروا بموسى ومن معه﴾ [الأعراف: ١٣١] أي يتشاءموا به. وأصله أن الرجل منهم كان إذا أراد أمرا نفر الطير؛ فإن أخذ الطير يمينا تفاءلوا به، وإن أخذ يسارًا تشاءموا به. فأصل ((يطيروا)) يتطيروا أي يتفعلوا ذلك. ويقال لطائر اليمين السانح وللآخر البارح. وفي حديث: ((أقروا الطير في وكناتها)) هو نهيهم عن ذلك.