ر أو:
قوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم {[البقرة: ٢٤٣] أي لم ينته إلى علمك كقوله:﴾ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب ﴿[آل عمران: ٢٣] والرؤية بمعنى العلم كثير. وقيل: معناه التعجب؛ عجب الله من فعل هؤلاء الخارجين. وقال سيبويه: سألته - يعني الخليل - عن قول الله تعالى:﴾ الم تر أن الله أنزل من السماء ماًء ﴿[الحج: ٦٣] فقال: هذا واجب معناه التنبيه كأنه قيل: ألم تسمع أنه أنزل الله من السماء ماًء فكان كذا وكذا؟ واعلم أن رأى لفظ مشترك بين معانٍ؛ رأى بمعنى أبصر، وبمعنى علم، وبمعنى ظن، وبمعنى حلم في المنام، وبمعنى ضرب رئته. وقد يتميز بعضها بالمصدر؛ فمصدر البصرية رؤية، والحلمية رؤيا، والرأي لغير ذلك. وقد يجيء في البصرية كقوله تعالى:﴾ رأي العين ﴿[آل عمران: ٢٣]. ولذلك أضافه للعين، فإن كان على خلاف الأصل. وقوله:﴾ أرأيتك هذا الذي كرمت علي ﴿[الإسراء: ٦٢] وقوله:﴾ أرأيتكم {[الأنعام: ٤٠] ونحوه معناها في هذا كله معنى: أخبرني. ويلزم حينئذٍ فتح التاء مفردًة على كل حالٍ، استغناًء بمطابقة الكاف لما يراد بها من إفراد وتذكيرٍ وضديهما. ولذلك لا يعلق أخبرني؛ فإن لم يرد بها معنى أخبرني وجب مطابقة التاء لما يراد بها. وللنحويين في "أرأيتك" الإخبارية خلاف طويل بالنسبة إلى الفاعل ودلائل متعارضة تحقيقها في غير هذا ويفيد. "أرأيتك" بمعنى أخبرني معنى التنبيه والتي بمعنى العلم والظن. والحكم يتعدى في أحوالها الثلاثة إلى مفعولين، وفيما عدا ذلك يتعدى إلى مفعولٍ واحدٍ. ويتعدى بالهمزة إلى مفعولٍ آخر هو فاعل في المعنى، فتعدى