العالم أيضا. قيل: هو نسبة إلى الرب غير في النسب نحو دهري، وقيل: منسوب إلى الربة وهي الجماعة وقيل: الرباني منسوب إلى ربان بني على فعلان من رب كما في عطشان من عطش. وقال عليه الصلاة والسلام: "أنا رباني هذه الأمة" ولا شك في ذلك بأي تفسير فسر الرباني. وقيل: الرباني أصله سرياني؛ قال الراغب: وأخلق بذلك فقلما يوجد في كلامهم. وقد اختار غير المختار، لأنا متى وجدنا لفظًا موافقًا للأصول اشتقاقًا ومعنًى، فأي معنًى إلى ادعاء السريانية فيه؟ وهذا كما قيل في الله والرحمن أنهما معربان. وهذه أقوال ضعيفة، وقد نبهنا عليها في أماكنها.
والرباب: السحاب لأنه يرب النبات، منه سمي المطر درًا. وأربت السحابة: دامت. وحقيقته صارت ذات تربيةٍ وتصور فيها معنى الإقامة؛ يقال: أرب فلان بمكانه أي أقام، تشبيهًا بإقامة الرباب.
والربابة: خريطة تجمع فيها قداح الميسر، والربابة تقال للعقد في موالاة الغير. واختص الراب والرابة بأحد الزوجين إذا تولى تربية الولد من زوجٍ كان قبل ذلك. واختص الربيب بذلك الولد؛ فعيل بمعنى مفعول. وشاة ربي أي حديثه عهدٍ بنتاجٍ. ولذلك نهي المصدق عن أخذها؛ يقال: شاة ربي: بينة الرباب. ويقال: ربابها بين أن تضع إلى أن يأتي عليها شهران وجمعها رباب بضم الراء.
ورب: حرف تقليل. وقيل: اسم، ويكون للتكثير عند بعضهم كقول امرئ القيس: [من الطويل]

٥٥٨ - ويا رب يومٍ قد لهوت وليلةٍ بآنسةٍ كأنها خط تمثال
ومثله قوله: [من الطويل]


الصفحة التالية
Icon