٥٨٦ - وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ولكن أحاظٍ قسمت وجدود
قوله:} رزقًا للعباد ﴿[ق: ١١] يجوز أن يراد به ما يتغذى به كالحب ونحوه، وأن يراد ما ينتفع به من مأكولٍ وملبوسٍ ونحوهما، فكل هذا رزق. قوله:﴾ أحياء عند ربهم يرزقون ﴿[آل عمران: ١٦٩] أي يفيض عليهم ربهم النعم الأخروية، فهذا من العطاء الأخروي. وقد فسر النبي ﷺ ذلك بأن "أرواحهم في حواصل طيرٍ خضرٍ تعلق من ثمار الجنة" أي تأخذ العلقة. وقيل: تنعيم أرواحهم في الجنة كما قال: "تأوي إلى قناديل من ذهب" وهذا كله رزق. وإنما قال:﴾ يرزقون ﴿بعد قوله:﴾ أحياء ﴿تنبيهًا على أنها حياة حقيقية مقترنة بالرزق، لم يكتف بالنهي عن طلب حسبانهم أمواتًا حتى أكد ذلك بما هو من شأن الحياة، وهو الرزق. والرازق من صفات الباري تعالى. إلا أن الرازق قد يطلق على غيره؛ فإن الرازق هو خالق الرزق ومعطيه، ولا يكون هذان المعنيان لغير الله تعالى. والرازق أيضًا يقال لمن تسبب في إيصال الرزق لمرزوقٍ، وهذا يتصف به غير الباري تعالى. وأما الرزاق فلا يطلق على غير الباري لما فيه من المبالغة، قال الله تعالى:﴾ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ﴿[الذاريات: ٥٨]. قوله:﴾ ومن لستم له برازقين ﴿[الحجر: ٢٠] أي لا مدخل لكم في أن ترزقوهم شيئًا البتة.

فصل الراء والسين


ر س خ:
قوله تعالى:﴾
والراسخون في العلم {[آل عمران: ٧] أي: الثابتون المستقرون، والرسوخ في الأصل ثبوت الشيء بتمكنٍ، ومنه: رسخ الغدير: إذا نضب ماؤه، ورسخ تحت الأرض، ثم استعير ذلك لمن تحلى بالعلم واختلط به لحمه


الصفحة التالية
Icon