والرسل - أيضًا - التؤدة والمهل، وقد تقدم، نحو: على رسلك. وهو أيضًا الكلام اللين الخفيض، ومنه قول الأعشى: [من البسيط]
٥٩٣ - فقال للملك: أطلق لهم مئًة... رسلاً من القول مخفوضًا وما رفعا
ر س ي:
قوله تعالى:} والجبال أرساها ﴿[النازعات: ٣٢]. الرسو: الثبوت، والإرساء: الإثبات، وأشار بهذا إلى معنى قوله:﴾ والجبال أوتادًا ﴿[النبأ: ٧]. وقال الأفوه الأودي: [من البسيط]
٥٩٤ - والبيت لا ينبني إلا على عمد... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
أي إذا لم يثبت. وقوله:﴾ رواسي شامخاتٍ ﴿[المرسلات: ٢٧] أي جبال ثوابت عوالٍ. رسا يرسو رسوًا فهو راسٍ. قوله:﴾ وقدور راسياتٍ ﴿[سبأ: ١٣] أي ثوابت لكبرها لا تنتقل عن أماكنها تنبيهًا على أنها مخالفة لما عليه عادة الناس. قوله:﴾ أيان مرساها ﴿[الأعراف: ١٨٧] أي وقت ثبوتها واستقرارها. وقوله:﴾ بسم الله مجراها ومرساها {[هود: ٤١] أي مكان جريها وإرسائها. وقرئ بفتح ميم "مجراها" وضمها من جرت وأجراها الله ولم يقرأ إلا بضم ميم "مرساها" تنبيهًا أن إرساءها الذي هو النعمة العظمة لأنه سبب النجاة ليس إلا الله تعالى، وهو معنًى بديع. ورست السفينة: استقرت وأرساها: ثبتها، قال الشاعر: [من البسيط]
٥٩٥ - وقال قائلهم أرسوا نزاولها
أي اثبتوا. وألقى مراسيه كناية عن الإقامة، كقوله: [من الطويل]
٥٩٦ - فألقت عصاها واستقر بها النوى... كما قر عينًا بالإياب المسافر