يقال فيهما جميعًا، أي في الرشد والرشد، وكان قدم أن المفتوح في الأخروي فقط، والمضموم فيه وفي الدنيوي، والصواب أن الرشيد مثال مبالغةٍ، فيجوز أن يكون لهما. وأما راشد فقياسه ألا يجيء من رشد بالكسر لأنه قاصر، بل قياسه فعل، كفرح.
فصل الراء والصاد
ر ص د:
قوله تعالى:} وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله ﴿[التوبة: ١٠٧] أصل الرصد: الاستعداد لترقب الشيء. يقال: رصد له، وترصد، وأرصدت له. قوله:﴾ إن ربك لبالمرصاد ﴿[الفجر: ١٤] أي بمكان الرصد تنبيهًا أنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه. والمرصاد: الطريق عند بعضهم مطلقًا، وعند آخرين لموضع الرصد، كالمضمار لموضعٍ تضمر فيه الخيل، وقيل: المرصد والمرصاد واحد، ومنه قوله تعالى:﴾ واقعدوا لهم كل مرصدٍ ﴿[التوبة: ٥] أي بكل طريقٍ. وقيل: المرصد لموضع الرصد، والمرصاد لموضع الترصد، ولذلك أوثر في قوله:﴾ إن جهنم كانت مرصادًا ﴿[النبأ: ٢١] تنبيهًا أن مجاز الناس عليها لقوله:﴾ وإن منكم إلا واردها ﴿[مريم: ٧١]، والرصد يكون للراصد وللمرصود، وعلى كلا التقديرين يستوي فيه الواحد والمثنى والمجموع، وذلك أنه مصدر في الأصل.﴾ من بين يديه ومن خلفه رصدًا ﴿[الجن: ٢٧] يحتمل كل ذلك.
ر ص ص:
قوله تعالى:﴾ بنيان مرصوص {[الصف: ٤] أي لاصق بعضه ببعضٍ. وفي الحديث: "تراصوا في صفوفكم" أي تلاصقوا ولا تدعوا فرجًا، وفي حديث ابن صيادٍ: "فرصه رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي ضم بعضه لبعضٍ. وقيل: معناه كأنما بني من الرصاص، يعني محكمًا، وهو قريب من الأول، يقال: رصصته ورصصته مخففًا ومثقلاً، وعلى الأول جاء التنزيل. وترصيص المرأة: أن تشدد التنقب، وهو أبلغ من الترصص.