إنهم الرهبان ومن جرى مجراهم. وقيل: ﴿عاملة ناصبة﴾ يعني شدة مقاساتها العذاب وقيل: العمل والنصب بمعنى. قال الهروي: والعمل: التعب والنصب. وقال القطامي: [من البسيط]
١٠٩٣ - إن ترجعي من أبي عثمان منجحةً | فقد يهون على المستنجح العمل |
أي النصب والتعب. قوله:
﴿وما عملته أيديهم﴾ [يس: ٣٥] أي صنعته، وما يجوز أن تكون نافيةً، أي لم تعمله أيدي الخلق إنما عملته أيدينا، أي قدرتنا، وقوله:
﴿مما عملت أيدينا﴾ [يس: ٧١] هو كقوله:
﴿وما عملته أيديهم﴾. وقيل:
﴿أيدينا﴾ أي نعمتنا قال: ودليل النعمة قوله تعالى:
﴿أفلا يشكرون﴾ [يس: ٣٥]. قلت: قال بعضهم: اليد بمعنى النعمة، تجمع على أيادٍ، وبمعنى الجارحة على أيدٍ، وهذا يرد هذا القول. قوله:
﴿فاعمل إننا عاملون﴾ [فصلت: ٥]. قيل: فاعمل بما تدعوا إليه فإنا عاملون بمذهبنا. وقيل: فاعمل في هلاكنا فإنا عاملون في هلاكك. وفي حديث الشعبي:
«أتي بشرابٍ معمولٍ» قال المبرد: هو الذي فيه اللبن والعسل والثلج. وأعملت الناقة: سقتها. ومنه: إعمال المطايا. وفي حديث الإسراء:
«فعملت بأذنيها» يعني البراق؛ أسرعت.
ع م م:
قوله تعالى:
﴿وبنات عمك وبنات عماتك﴾ [الأحزاب: ٥٠] العم يجمع على أعمامٍ وعمومةٍ، ويقال: رجل معم مخول، أي كريم الطرفين من جهة أبيه ومن جهة أمه. وأنشد لامرئ القيس: [من الطويل]
١٠٩٤ - فأدبرن كالجزع المفصل بينه | بجيد معم في العشيرة مخول |
أراد بالجيد الجمل. واستعممت فلانًا وتعممته، أي اتخذته عمًا، نحو استأبنته.