لما قالوا} [المجادلة: ٣] اختلفوا في العود؛ فقيل: هو أن يمسك المظاهر زمنًا يمكنه أن يطلقها فيه، وعند أهل الظاهر أن يقول ذلك مرة ثانية. وقال أبو حنيفةٍ: العود في الظهار: أن يجامعها بعد أن ظاهر منها. قال بعض الناس. المظاهرة هي يمين نحو أن يقول: امرأته عليه كظهر أمه إن فعل كذا. فمتى فعل ذلك حنث ولزمته الكفارة بما بينه الله تعالى في هذا الكتاب. وقوله: ﴿ثم يعودون لما قالوا﴾ نحمله على فعل ما حلف له أن لا يفعل، وذلك كقولهم: حلف فلان ثم عاد إذا فعل. وقال الأخفش: قوله: ﴿لما قالوا﴾ يتعلق بقوله: ﴿فتحرير رقبةٍ﴾ [النساء: ٩٢]، وهذا يقوي القول الأخير. قال: ولزوم هذه الكفارة إذا حنث، كلزوم الكفارة المبينة في الحلف بالله تعالى: والحنث في قوله: ﴿فكفارته إطعام عشرة مساكين﴾ [المائدة: ٨٩].
قوله: ﴿إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معادٍ﴾ [القصص: ٨٥]. وقيل: هي مكة. وقيل: المعنى لباعثك. ومنه يقال: فلان يذكر المعاد، أي المبعث في الآخرة. قوله: ﴿أو لتعودن في ملتتنا﴾ [الأعراف: ٨٨] أي لتصيرن. وإنما يؤول بذلك لأن شعيبًا عليه السلام لم يكن قط على ملتهم حتى يعود إليها. والعرب تقول: عاد على من فلان مكروه، يريدون صار منه إلى ووصل. وقيل: هو على حذف مضافٍ أي: أو لتعودن أصحاب شعيبٍ. وقيل: المخاطب قومه. وفي الحديث: «وددت أن هذا اللبن يعود قطرانًا». وأنشد النحويون على كونها بمعنى صار قول الشاعر: [من الطويل]
١١٠٥ وربيته حتى إذا ما تركته...... أخا القوم واستعفى عن المسح شاربه
وبالمحض حتى عاد جورًا عنطنطًا...... إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه
قوله: ﴿إنه هو يبديء ويعيد﴾ [البروج: ١٣] أي يخترع من غير مثالٍ ثم يعيد ذلك الضي بدأه من غير إخلالٍ. وإنما قال: ﴿ويعيد﴾ بعد قوله: ﴿يبدئ﴾ وإن كان الإعادة أسهل منبهةً أنه قد يعدل الصانع عن صنعته الأولى فلا يعيد المصنوع على هيئته الأولى. وفي الحديث: «إن الله يحب الرجل القوي المبدئ المعيد على الفرس»