لمضي الغبار عن الأرض، وقيل للباقي غابر تصورًا بتخلف الغبار وما كان على لونه. وعليه قوله تعالى: ﴿عليها غبرة﴾ [عبس: ٤٠] كما وصفها بالسواد في موضعٍ آخر. ويكنى بذلك عن تغير الوجه للغم والحزن؛ يقال: غبر يغبر غبرة، واغبر واغبار. وفي الحديث: («بفنائه أعنز درهن غبر») أي قليلة. وقيل ذلك للونها. والغبراء: الأرض، لما عليها من الغبار. وفي الحديث: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء ذا لهجةٍ أصدق من أبي ذر». وأنشد لطرفة بن العبد: [من الطويل]
١١٢٧ - رأيت بني غبراء لا ينكرونني | ولا أهل هذاك الطرف الممدد |
غ ب ن:
قوله تعالى: ﴿ذلك يوم التغابن﴾ [التغابن: ٩] هو. تفاعل من الغبن. وفي التفسير: أن الرجل يكسب مالًا عليه وزره، فيعاقب به يوم القيامة. ثم يرى غيره قد ورث ذلك المال عنه، فعمل فيه بالطاعة فيثاب عليه. فلا يرى أغبن منه حيث سعد غيره بما شقي هو به. وقال بعضهم: قيل ليوم القيامة يوم التغابن لظهور الغبن في المبايعة المشار إليها بقوله تعالى ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الناس﴾ [البقرة: ٢٠٧] وبقوله: ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم﴾ [التوبة: ١١١] والمشار إليها بقوله