غثاءً. وقيل: أصله: فجعله غثاءً بعد ما كان أحوى كما قرره الهروي لصحة المعنى بدونه. وصف تعالى المرعى بأنه بعد ما أخرجه من الأرض وتكامل نبئه جعله حطامًا تحتمله السيول الجارفة. وقيل: أحوى حال من المرعى. أي أخرج شديد الخضرة فجعله غثاءً. وقوله تعالى: ﴿فجعلناهم غثاءً﴾ [المؤمنون: ٤١] أي أهلكناهم هلاكًا صاروا به كالغثاء في عدم الاعتداد به وتحطمه، كقوله تعالى: ﴿فجعلهم كعصفٍ مأكولٍ﴾ [الفيل: ٥٠] وهو أبلغ من هذا.
وقيل: أصل الغثاء: ما يلقيه الماء والقدر من زبدهما، وما يتفرق من النبات فيحتمله السيل، ويضرب به المثل في قلة الاعتداد به. ويقال: غثا الوادي يغثو غثوًا، أي جاء بالغثاء، وغثا السيل المرتع، أي جمع بعضه إلى بعضٍ وأذهب حلاوته فجاء قاصرًا مرة ومتعديًا مرة أخرى. وأما غثت نفسه تغصي، أي خبثت فيجوز أن تكون من هذه المادة، وإنما قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها نحو رضي يرضى، وهو من ذوات الواو بدليل الرضوان. ويجوز أن يكون من ذات الياء.
فصل الغين والدال
غ د ر:
قوله تعالى: ﴿لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً﴾ [الكهف: ٤٩] أي لا يترك. والغدر: الترك، ومنه قولهم: غدر فلان عهد فلان، أي ترك حفظه ومراعاته. وقيل الغدر أصله الإخلال بالشيء وتركه. ومنه: الغدير للماء لأنه تركه السيل في مستنقع. وجمعه غدر وغدران كرغفٍ ورغفان. ومنه: الغدائر جمع غديرةٍ وهي الشعر الطويل، لأنه ترك. وأنشد لأمريء ألقيس: [من الطويل]
١١٢٩ - غدائره مستشزرات إلى العلا | تضل المداري في مثني ومرسل |