[الروم: ١٨] أي تدخلون في الظهيرة؛ وهي وسط النهار وشدة الحر. وقيل: تصلون الظهر. ويقال: أظهر وأصبح وأمسى: دخل في هذه الأوقات. وقد جمعت الآية الكريمة بين ذلك كله في قوله تعالى:} فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ﴿[الروم: ١٧]﴾ وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا ﴿الآية: [الروم: ١٨].
قوله:﴾ الذي أنقض ظهرك ﴿[الشرح: ٣] قيل: الظهر هنا استعارة. والوزر المشار إليه: العبء الذي حصل له من تحمل النبوة، لا الذنوب حاشا لله. وذلك أن أمر النبوة ثقيل جدًا يعجز عنه البشر من حيث هو بشر لولا التأييد الإلهي والفيض الرباني حتى أطاقها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقال تعالى:﴾ الم نشرح لك صدرك {[الشرح: ١] أي وسعناه لتلقي الوحي، وألقينا عنك أعباء النبوة حتى أطقت حملها. ومعنى انقاض الظهر أن يثقل بالحمل حتى يسمع له نقيض - وهو الصوت المنضغط من التقاء الفقارات وتراكبها إذا حمل عليها شيء ثقيل. وفي الحديث: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنًى" أي ظهور سعةٍ وفضلٍ. قال معمر: قلت لأيوب: ما ظهر غنًى؟ قال: عن فضل عيالٍ. وفي حديث أبي موسى: "أنه كساني ثوبين: ظهرانيا ومعقدًا". قيل: منسوب إلى ظهران؛ قريةٍ بالبحرين. وقيل: بل مر الظهران. والمعقد: برد من برود هجر.