والعبد أعم من العابد إذ يقال: عبد زيدٍ ولا يقال: عابده. قال بعضهم: عباد الله وعبيد الناس. فيقع الفرق في الجمع. ونقضه بعضهم بقوله:} وما أنا بظلامٍ للعبيد ﴿[ق: ٢٩]. وللعبد جموع كثيرة. عباد وعبيد وأعبد وعبدان وعبدان وعبداء وعبد وأعابد ومعبوداء ومعبودي وعبدون ومعبدة. وقال الراغب: وجمع العبد الذي هو مسترق عبيد، وقيل: عبدى. وجمع العبد الذي هو العابد عباد. قال: العب العباد. ولهذا قال:﴾ وما أنا بظلام للعبيد ﴿، فنبه أنه لا يظلم من تخصص بعبادته ومن انتسب إلى غيره من الذين تسموا بعبد الشمس وعبد اللات. ثم العبد يقال على أنواع:
الأول: عبد بحكم الشارع، وهو ما يجوز بيعه وشراؤه من الآدميين. ومنه قوله تعالى:﴾ والعبد بالعبد ﴿[البقرة: ١٧٨] يعني الذي في الرق.
والثاني: ما يكون عبدًا بالإبداع والاختراع وهذا لا يكون إلا لله تعالى إذ هو موجد الأشياء كلها. وإلى هذا النوع أشار بقوله تعالى:﴾ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدًا ﴿[مريم: ٩٣].
والثالث: ما يكون عبدًا بخدمته وعبادته واشتغاله بمولاه. وإليه أشار بقوله:﴾ واذكر عبدنا أيوب ﴿[ص: ٤١]﴾ سبحان الذي أسرى بعبده ﴿[الإسراء: ١]﴾ فوجدا عبدًا من عبادنا ﴿[الكهف: ٦٥] وهذه هي إضافة التشريف. ومنه قول الشاعر: [من السريع]
٩٨٦ - لا تدعني إلا بيا عبدها... فإنه أشرف أسمائي
الرابع: ما هو عبد للدنيا وأعراضها الفانية، وهو الحريص عليها المتهالك على حبها كقوله تعالى:﴾ ولتجدنهم أحرص الناس على حياةٍ {[البقرة: ٩٦] وإياه قصد النبي ﷺ بقوله: "تعس عبد الدينار تعس عبد الخميصة". قال الراغب: وعلى هذا النوع