قوله: ﴿ولقد جئتمونا فرادى﴾ [الأنعام: ٩٤]. وقد فسر انفرادهم بقوله:} وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى شفعاءكم الذين زعمتم ﴿] الأنعام: ٩٤ [. وذلك أن الرجل في دنياه إنما يتعزز بماله ورجاله، وهؤلاء قد أتوا منكشفين من جميع ذلك، واعترض بين المفسر والمفسر بالتشبيه في قوله:﴾ كما خلقناكم ﴿أي عزلًا، فليتهم كما كانوا، كذا جاء في الحديث.
وفرادى جمع فريد؛ نحو أساري وأسير. وقال الفراء: قوم فرادى وفراد. لا يجرونها أي يصرفونها، قال: تشبيهًا بثلاث ورباع، قال: وواحدها فرد وفرد وفردان. قال: ولا يجوز فرد في هذا المعنى.
قوله تعالى:﴾
رب لا تذرني فردًا {] الأنبياء: ٨٩ [أي وحيدًا من ولد يرثني. وفي الحديث: "طوبي للمفردين" قال أبو العباس عن ابن الأعرابي: فرد الرجل: إذا تفقه واعتزل الناس وخلا بمراقبة أوامر الله ونواهيه. القتيبي: هم الذين هلك لذاتهم من الناس ومضى القرن الذي كانوا فيه، فهم يذكرون الله تعالى: وقال الأزهري: المتخلون عن الناس بذكر الله تعالى. وقال بعض الأعراب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:] من الرجز [
١١٨٩ - يا خير من يمشي بنعل فرد
يريد بنعل لم تخصف طراقًا، أي طريقة فوق أخرى، وهم يمدحون بمثل ذلك؛ يقولون: رقيق النعل، وفرد النعل: أي لم تطارق طبقة فوق أخرى، وعلى ذلك قال النابغة:] من الطويل [

١١٩٠ - رقاق النعال طيب حجزاتهم يحيون بالريحان يوم السباسب
قال الهروي: أراد بآخر العرب لأن لبس النعال لهم دون العجم. "لا تعد


الصفحة التالية
Icon