الفسر؛ إظهار المعنى المعقول، ومنه قبل لما ينبئ عنه القول: تفسيرة، وسمي بها قارورة الماء. وتفسير القرآن: بيان ألفاظه وبيان معانيه وأحكامه، وتأويله: حمله على المعاني اللائقة، ما ظاهره قد يفهمه من لم تثبت قدمه في العلم المتغاير، وهل التفسير والتأويل الواردان في القرآن مترادفان أو متغايران؟ فقيل: التفسير: معرفة مدلولات الألفاظ وأسباب النزول والوقائع. وأما التأويل فهو رد اللفظ إلى ما يليق به من المعنى، ولذلك يجوز لمن تثبت قدمه في العلم أن يتكلم فيه باجتهاده، ونظره هذا أحسن ما قيل في الفرق بينهما. وقال الهروي: قال أبو العباس: التأويل التفسير والمعنى واحد. وقال غيره: التفسير: كشف المراد عن اللفظ المشكل، والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر. وقال الراغب. والتفسير قد يقال فيما يختص بمفردات الألفاظ وغريبها وفيما يختص بالتأويل، ولذلك قيل: نفسير الرؤيا وتأويلها. قلت: التأويل تفعيل من آل يؤول، أي رجع. فمعنى التأويل: الرجوع باللفظ عن ظاهره إلى معنى يستقيم به ذلك اللفظ، ولذلك يقابل العلماء بينه وبين الظاهر فيقال: الظاهر والمؤول كتأويلنا قوله تعالى:} وقالت اليهود يد الله مغلولة ﴿] المائدة: ٦٤ [على أن المراد النعمة والقدرة، وكجمعنا بين قوله تعالى:﴾ فوربك لنسألنهم أجمعين ﴿] الحجر: ٩٢ [وبين قوله تعالى:﴾ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ﴿] الرحمن: ٣٩ [بأن يوم القيامة ذو مواطن وأزمنة مختلفة فيسألون في وقت، ولا يسألون سؤال تكرمه بل سؤال تقريع وتوبيخ. ولذلك قال تعالى:﴾ وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ﴿] آل عمران: ٧ [عند من وقف عند "الراسخون في العلم" وهو الظاهر. كان ابن عباس، وحق له أن يقول لقوله عليه الصلاة والسلام في حقه: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" يقول: أنا منهم. وقد ذكرنا طرفًا من القول في مادة "أول" في صدر هذا الموضوع.
ف س ق:
قوله تعالى:﴾
ففسق عن أمر ربه {] الكهف: ٥٠ [أي خرج. والفسق: الخروج، يقال: فسقت الرطبة: إذا خرجت من قشرها. والفسق الشرعي: عبارة عن الخروج عن


الصفحة التالية
Icon