ف ك ك:
قوله تعالى: ﴿فك رقبةٍ﴾ [البلد: ١٣] أي خلاص. والفك: الخلاص والتخليص: ومنه فك الرهن وهو تخليصه من تعلق حق المرتهن، ولذلك يقال: علق الرهن ضد انفك. وفي معنى الآية قولان: أحدهما- وهو المشهور- أنه عتق الرقاب من المماليك. والثاني أن المعنى ينقذ نفسه من الهلكة بالكلم الطيب والعمل الصالح. ولذلك ورد: مشترٍ نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها. وقيل: هي إعانة المكاتب. ويؤيد ذلك أنه قد ورد في الحديث: "أعتق النسمة وفك الرقبة" أي يعين في عتقها. قيل: أو ليسا واحدًا. قال لا، عتق النسمة أن ينفرد بعتقها، وفك الرقبة أن يعني في عتقها.
قوله تعالى: ﴿والمشركين منفكين﴾ [البينة: ١] قال مجاهد: منفكين: منتهين، وقال غيره: زائلين من الدنيا، يقول: ولم يتفانوا ﴿حتى تأتيهم البينة﴾. وقال ابن عرفة: لم يكونوا مفارقين الدنيا حتى تأتيهم البينة التي أثبتت لهم في التوراة من صفة محمدٍ صلى الله عليه وسلم. قال الهروي: لفظه لفظ المضارع ومعناه الماضي. وهذا غير جائز البتة لأن حتى حرف غايةٍ، والغاية في المستقبل، وأيضًا فهو منصوب بأن، وأن مخلصة للاستقبال. وقال الأزهري: ليس هو من باب ما انفك وما زال، وإنما هو انفكاك الشيء إذا انفصل عنه، وقيل: معناه: لم يكونوا متفرقين بل كانوا كلهم على الضلال كقوله: ﴿كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين﴾ [البقرة: ٢١٣].
والفك: انفراج المنكب عن مفصله. والفكان: ملتقي الشدقين.
ف ك هـ:
قوله تعالى: ﴿وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين﴾ [المطففين: ٣١] أي فرحين مسرورين فأبدلهم الله بذلك حزنًا كثيرًا. وقوله تعالى: {إن أصحاب الجنة اليوم