تناول، نحو: ﴿ثم قبضناه إلينا قبضًا يسيرًا﴾ [الفرقان: ٤٦] أي نسخنا الشمس بالظل وجعلناه مكانها.
ويستعار أيضًا للعدو تشبيهًا للعادي بالمتناول شيئًا من الأرض.
قوله تعالى: ﴿والله يقبض ويبسط﴾ [البقرة: ٢٤٥] أي يعطي هذا ويمنع هذا، ويعطي تارةً ويسلب أخرى، أو يجمع مرةً ويفرق أخرى. ويكنى بالموت عن القبض، نحو: قبضه الله. ومن هذا النحو قوله عليه الصلاة والسلام: "ما من آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن" أي الله قادر على التصرف في أشرف جزءٍ منه، فكيف بباقي بدنه؟.
والانقباض ضد الانبساط، ويعبر به عن حصول غم يقبض على قلب الإنسان استعارةً ومجازًا. ويعبر بالقبص المهملة عن القلة. والقبيض هو الشيء المقبوض. والقبوص: الفرس الذي لا يمس في عدوه الأرض إلا بأطراف سنابكه تشبيهًا للمتناول للشيء بأطراف أصابعه كاستعارة القبض له في العدو.
ق ب ل:
قوله تعالى: ﴿لله الأمر من قبل ومن بعد﴾ [الروم: ٤] قبل: ظرف زمانٍ يقتضي التقدم، ويقابل بعد. وقد تقدم حكمهما في مادة (ب ع د) بالنسبة إلى الإعراب والبناء. وقيل: قبل يستعمل في التقدم المنفصل، ويضاده بعد. وقبل وقبل ويضادهما دبر ودُبُر، هذا في الأصل، وإن كان قد يتجوز في كل واحدٍ منهما. قال بعضهم: قبل تستعمل على أوجه: أحدها في المكان بحسب الإضافة فيقول الخارج من أصبهان إلى مكة: بغداد قبل الكوفة، والخارج من مكة إليها: الكوفة قبل بغداد. الثاني في الزمان نحو: عبد الملك قبل المنصور. الثالث في المنزلة نحو: عبد الملك قبل الحجاج. الرابع في الترتيب الصناعي نحو: تعلم الهجاء قبل تعلم الخط.
والقبل والدبر يستعملان كنايةً عن السوءتين باعتبار استقبال الوجه واستدباره. القفا والإقبال: التوجه. نحو القبل كالاستقبال. والقابل: الذي يستقبل الدلو من اليد. والقابلة:


الصفحة التالية
Icon