ق ت ل:
قوله تعالى: ﴿فاقتلوا أنفسكم﴾ [البقرة: ٥٤] أصل القتل إزالة الروح كالموت. قال الراغب: لكن إذا اعتبر بفعل المتولي لذلك يقال له قتل. وإذا اعتبر بفوات الحياة يقال له موت. ومعنى قوله: ﴿فاقتلوا أنفسكم﴾ أي ليقتل بعضكم بعضًا؛ ولذلك روي في القصة أنه أمر من لم يعص أن يقتل من عصى فبقي القاتل يرى أباه وأخاه فلا يقدم عليه. فأرسل الله عليهم ضبابًا منعهم من رؤية بعضهم بعضًا حتى كادوا يفنون. وقيل: بل كل واحدٍ أمر بقتل نفسه بيده، والظاهر الأول كقوله: ﴿فسلموا على أنفسكم﴾ [النور: ٦١]. والثاني أبلغ في المعنى. وقيل: المعنى فاقتلوها بإماطة الشهوات، وهذا يشبه تفسير بعض أهل التصوف وليس بظاهرٍ، إذ ترده القصص والآثار.
قوله تعالى: ﴿وما قتلوه يقينًا﴾ [النساء: ١٥٧]. قيل: معناه ما علموا صلبه علمًا يقينًا على الاستعارة من قولهم: قتلته علمًا وخبرةً. وقتلت فلانًا، وقتلته أي ذللته أي صيرته بمنزلة القتيل. وقيل: المعنى وما قتلوا عيسى قتل يقينٍ، بل هو ظن وشبهة لقوله: ﴿ولكن شبه لهم﴾. وقوله: ﴿قتل الخراصون﴾ [الذاريات: ١٠]، ﴿قتل الإنسان ما أكفره﴾ [عبس: ١٧ ي لفظه خبر ومعناه الدعاء، ومعناه إيجاد ذلك من الله بهم. وقيل: هذا يستعمل في تعظيم الشيء نحو: قاتله الله! وقتله الله ما أشجعه! ومنه: "ويلمه! مسعر حرب".
وقوله: ﴿قاتلهم الله أنى يؤفكون﴾ [التوبة: ٣٠] قيل معناه لعنهم، وقيل: قتلهم، نحو: عاقبت اللص. والأظهر أن المفاعلة فيه منبهة على أن الفعل بولغ فيه بحيث إنه صدر من اثنين. وقد حققنا عند قوله: ﴿يخادعون الله﴾.