قوله تعالى: ﴿لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم﴾ [المائدة: ٩٥] ذكر القتل دون الذبح والزكاة وغيرهما، وهو أعمها، وفيه تنبيه على أن تفويت روحه على جميع الوجوه محظور.
وأقتلته: عرضته للقتل، نحو أبعثته. واقتتله العشق والجن، ولا يقال في غيرهما.
والاقتتال كالمقاتلة، كقوله تعالى: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا﴾ [الحجرات: ٩].
قوله تعالى: ﴿ويسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه﴾ [البقرة: ٢١٧] أي يسألونك عن القتال في الشهر الحرام، وإنما أبرزه في هذا التركيب لما يروع السامع من فظاعة الكلام، ورونق هذا الأسلوب فأتى بالظرف مسئولا عنه وأبد منه حدثه الواقع فيه، وفيه مما ذكرت ذلك ما لم يكن في غيره، فجل من أنزله على أفصح أسلوب وأبلغ نظم.
ويعبر بالقتال عن المدافعة، ومنه حديث المار بين يدي المصلي ((فليقاتله)) أي فليدافعه؛ قال الهروي: ليس كل قتال بمعنى القتل، وربما يكون لعبًا، وربما يكون دفعًا: وإذا دفعت سورة الشراب بالماء قلت: قتلت الشراب اقتله، بمعنى أن ذلك مستعار للمدافعة كاستعارته لكسر حدة الخمر، ومنه قول الشاعر [من الطويل]
١٢٣٥ - فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها | وأطيب بها مقتولة حين تقتل |
فصل القاف والثاء
ق ث أ:
قوله تعالى: ﴿من بقلها وقثائها﴾ [البقرة: ٦١] القثاء: الخيار، وفي عرف بعضهم