الشهر حتى تكملوه ثلاثين يومًا، ويدل له حديث آخر ((كملوا العدة))، وقيل: قدروا له منازل القمر فإن ذلكم يدل على أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون. وبهذا يستدل من رأي وجوب الصوم بقول أهل التقويم العالمين بسير القمر. ولقد أحسن أبو العباس بن سريج حيث قال: هذا خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم فهو له. وقوله: ﴿فأكملوا العدة﴾ خطاب للعامة التي لم تعن به.
يقال: قدرت الأمر كذا: أقدره وأقدره: إذا دبرته ونظرت فيه. وكان ابن سريج يقول: إن ذلك يختص بمن يعلم الحساب في خاصة نفسه ولا يلزم غيره أن يصوم بقوله.
ق د س:
قوله تعالى: ﴿وأيدناه بروح القدس﴾ [البقرة: ٨٧] هو جبريل. والقدس: الطهارة ويضم داله ويسكن وذلك لأنه خلق من طهارة محضة ملك نوراني. وقيل: سمي بذلك من حيث أنه ينزل من الله تعالى بالقدس أي بما يطهر به نفوس عباده من القرآن والحكمة والفيض الإلهي.
قوله: ﴿ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك﴾ [البقرة: ٣٠] أي نصفك بالقدس وهو التطهير والتنزيه مما لا يليق بجلاله وصفاته، عكس ما فعله جهله بني آدم حسبما وصفوه به من اتخاذ الولد والزوجة والحلول والاتحاد والجسم والتحيز تعالى الله عما يقزل الظالمون علوًا كبيرًا. وقيل: المعنى نصفك بالقدس حيث يقولون: ((سبوح قدوس رب الملائكة والروح)). وقسل نظهر لك الأشياء ارتسامًا لك. والتقديس: التطهير الإلهي المذكور في قوله: ﴿ويطهركم تطهيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣] دون التطهير الذي هو إزالة النجاسة. وقيل معناه: نطهر أنفسنا لك مما يخالفك.
قوله: ﴿يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة﴾ [المائدة: ٢١] المطهرة. ومنه: بيت المقدس لأنه يتطهر فيه من الذنوب. ومنه قيل للسطل قدس لأنه يتطهر منه ويتوضأ.
قوله: ﴿الملك القدوس﴾ [الحشر: ٢٣] أي البليغ في الطهارة والتطهير. وجاء