ابن عباسٍ: نعد أنفاسهم. والعدد في الأصل: آحاد مركبة. وقيل: هو تركيب الآحاد، وهما متقاربان. والعدد: آحاد وعشرات ومئون وألوف، هذه أصوله. وباعتبار أنواعه مفرد ومركب ومضاف ومعطوف. وقد بينت جميع ذلك في النحو. والعد: ضم الأعداد. فالعد هو المصدر، والعدد هو المعدود نحو نقضه نقضًا فهو نقض، وقبضه قبضًا. قوله:} وأحصى كل شيءٍ عددًا ﴿[الجن: ٢٨] قيل: معناه عد كل شيءٍ عددا. فعلى هذا هو المصدر، وقيل: بل هو بمعنى المعدود، فيكون حالاً.
قوله تعالى:﴾ فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددًا ﴿[الكهف: ١١] أي ذوات عددٍ. ونبه بذكر العدد على كثرتها، قاله الراغب وفيه نظر لأنه قيل: يذكر للتقليل لأن القليل يعد والكثير لا يعد. ومنه قوله تعالى:﴾ دراهم معدودةٍ ﴿[يوسف: ٢٠] ومحصور للقليل مقابلة لما لا يحصى كثرًة نحو المشار إليه بقوله:﴾ بغير حسابٍ ﴿[البقرة: ٢١٢]، وعلى ذلك قوله:﴾ لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودًة ﴿[البقرة: ٨٠] أي قليلًة، لأنهم قالوا: نعذب بعدد الأيام التي عبدنا فيها العجل. ويقال على الضد من ذلك: جيش عديد، أي كثير، وهم ذو عددٍ، أي بحيث ألا يعدوا كثرًة.
ويقال في القليل: هم شيء غير معدودٍ. قال: وقوله:﴾ في الكهف سنين عددًا ﴿يحتمل الأمرين. قلت: احتماله للقلة بعيد جدًا. قوله:﴾ ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدًة ﴿[التوبة: ٤٦] أي من سلاحٍ وكراعٍ ونفقةٍ وزادٍ. وأصل العدة: الشيء المعد المدخر، أي شيء كثير يعد من مالٍ وسلاحٍ وغيرهما. قوله تعالى:﴾ فاسأل العادين [[المؤمنون: ١١٣] أي الحاسبين. وقيل: أصحاب العدد وهما سواء. وقيل: هم الملائكة يعدون عليهم أنفاسهم. والعدة: الشيء المعدود كقوله تعالى:} فعدة من أيام أخر ﴿[البقرة: ١٨٤] لوصفها بقوله:﴾ من أيامٍ ﴿. وتكون بمعنى العدد كقوله تعالى:﴾ وما جعلنا عدتهم إلا فتنًة {[المدثر: ٣١] أي عددهم. قوله تعالى: