١٣١٠ - وما أدري وسوف إخال أدري:... أقوم آل حصنٍ أم نساء؟
وذلك قوله تعالى: ﴿لا يسخر قوم من قومٍ﴾ [الحجرات: ١١] ثم قال: ﴿ولا نساء من نساءٍ﴾ إلا أنه أكثر ما ورد في القرآن، والمراد به الرجال والنساء جميعًا.
قوله: ﴿من أهل الكتاب أمة قائمة﴾ [آل عمران: ١١٣] أي متمسكة بدينها، وهم قوم آمنوا بموسى وعيسى ومحمد ﷺ ومنه حديث حكيم بن حزامٍ: "بايعت رسول الله ﷺ أن لا أخر إلا قائمًا" أي متمسكًا بديني، قاله المبرد. وقال أبو عبيدٍ: معناه إلا ثابتًا على الإسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: "ما أفلح قوم قيمتهم امرأة" أي سائسة أمرهم القائمة به. وفي حديث ابن عباس: "إذا استقمت بنقدٍ فبعت بنقدٍ فلا بأس به، وإذا استقمت فبعت بنسيئة فلا خير فيه" قال أبو عبيد: استقمت بمعنى قومت وهي لغة أهل مكة؛ يقولون: استقمت المتاع، أي قومته. قال: ومعنى الحديث أن يدفع الرجل الثوب فيقومه بثلاثين ثم يقول: بعه فإن زاد عليها فلك. فإن باعه بأكثر من الثلاثين فانتقد فهو جائز ويأخذ ما زاد وإن باعه بالنسيئة بأكثر مما يبيعه بالنقد فالبيع مردود غير جائز.
ق وو:
قوله تعالى: ﴿ويزدكم قوة إلى قوتكم﴾ [هود: ٥٢] قيل: هي ولد الولد. ويروى أن رجلاً شكا إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما -قلة الولد- فقال له: أكثر الاستغفار. ففعل فرزقهم. فقيل للحسن بن علي: من أين لك ذلك؟ فقال: من قوله تعالى: ﴿ويا قوم استغفروا ربكم﴾ إلى قوله: ﴿ويزدكم قوةً إلى قوتكم﴾ وقيل: إن الله قد ضمن أن يعطي كل واحدٍ منهم من أنواع القوى قدر ما يستحقه.
والقوة تستعمل تارةً في معنى القدرة، نحو: ﴿خذوا ما آتيناكم بقوةٍ﴾ [البقرة: ٦٣] وقيل: بعزيمة وجد. قوله: ﴿ذي قوةٍ عند ذي العرش﴾ [التكوير: ٢٠] قيل: يعني به جبريل، وهو الصحيح. وبلغ من قوته أن حمل سبع مدائن على ريشةٍ من ريشه ثم


الصفحة التالية
Icon