١٣١٦ - يا عين هلا بكيت أربد إذ | قمنا وقام الخصوم في كبد |
وفلان يكابد معيشته، أي يقاسي منها ضيقةً وشدةً، قال الشاعر:
وفي الحديث: كبدهم البرد. أي شق عليهم.
ك ب ر:
قوله تعالى: ﴿وإن كان كبر عليك إعراضهم﴾ [الأنعام: ٣٥] أي صعب وشق. قوله: ﴿وإنها لكبيرة﴾ [البقرة: ٤٥] أي شاقة. ثم إن الكبر والصغر اسمان متضايفان باعتبار بعضها ببعضٍ، فرب شيءٍ يكون كبيرًا بالنسبة لما دونه، صغيرًا بالنسبة لما فرقه، ويستعملان في الكمية المتصلة كما في الأجسام نحو: الجمل أكبر من الفرس، كالقلة والكثرة في استعمالهما في الكمية المنفصلة كالأعداد. وقد يتعاقب الكبير والكثير على شيءٍ واحدٍ وذلك بنظرين مختلفين كما في قوله تعالى: ﴿إثم كبير﴾ [البقرة: ٢١٩] قرئ "كبير" و"كثير" بالياء الموحدة والثاء والمثلثة. وقد حررناه بأكثر من هذا في موضعٍ هو أليق به. والأصل استعماله في الأعيان ثم يستعار للمعاني كقوله تعالى: ﴿فيهما إثم كبير﴾ ﴿لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً﴾ [الكهف: ٤٩].
قوله تعالى: ﴿إلى الناس يوم الحج الأكبر﴾ [التوبة: ٣] وصفه بالكبر تنبيهًا على أن العمرة حج أصغر، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "العمرة هي الحج الأصغر"، ويستعمل ذلك اعتبارًا بتقدم الزمان. ومنه: فلان كبير أي مسن، قال الله تعالى: ﴿وقد بلغني الكبر﴾ [آل عمران: ٤٠]. قال الشاعر: [من المتقارب]