وأكبرته: جعلته أو اعقتدته كبيرًا، كقوله تعالى: ﴿فلما رأينه أكبرنه﴾ [يوسف: ٣١]، كبرته مثله أيضًا. ومعنى كبرياء الله تعالى وصفنا له بالعظمة، وبقولنا: الله أكبر.
قوله: ﴿لخلق السماوات والأرض أكبر من اخلق الناس﴾ [غافر: ٥٧] إشارة إلى ما خصمها تعالى من إبداعه عجائب صنعته ولطائف حكمته التي لا يعلمها إلا قليل ممن وصفهم بقوله تعالى: ﴿ويتفكرون في خلق السماوات والأرض﴾ [آل عمران: ١٩١]، وليس قصد ذلك كبر جثتهما فإن أكثر الخلق يعلمون ذلك.
قوله: ﴿يوم نبطش البطشة الكبرى﴾ [الدخان: ١٦] إشار إلى العذاب الواقع يوم القيامة، أعاذنا الله منه، وفيه تنبيه أن كل ما ينال الكافر من العذاب في الدنيا أو في البرزخ صغير في جنب ما يناله في الآخره.
قوله: ﴿إنها لإحدى الكبر﴾ [المدثر: ٣٥] أي إحدى العظائم، قيل: عنى بها النار.
قوله تعالى: ﴿قال كبيرهم﴾ [يوسف: ٨٠] عنى بذلك أكبرهم عقلاً لا سنًا، وفي الحديث: "أخذ عودًأ في منامه ليتخذ منه كبرًا" بزنة طللٍ. قال شمر: هو الطبل له وجه واحد. وقول المؤذن: "الله أكبر الله أكبر" ليس فيه تفضيل، إنما المراد به الله الكبير، كقول الأحوص: [من الكامل]

١٣١٩ - إني لأمنحك الصدود وإنني قسمًا إليك مع الصدود لأميل
وقول الفرزدق: [من الكامل]
١٣٢٠ - إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتًا دعائمه أعز وأطول
أي المائل، وعزيز مائل. والنحويون يقولون "من" محذوفة لأن أفعل خبر، والخبر يكثر فيه الحذف، والتقدير: أكبر من كل شيءٍ، ومثله قول الخنساء: [من الطويل]


الصفحة التالية
Icon