قوله: ﴿ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها﴾ [الحديد: ٢٢] هذا مرادٌ به اللوح المحفوظ. قوله تعالى: ﴿لولا كتابٌ من الله سبق﴾ [الأنفال: ٦٨] يعني ما قدره من الحكم، وذلك إشارةٌ إلى قوله تعالى: ﴿كتب ربكم على نفسه الرحمة﴾ [الأنعام: ٥٤].
قوله: ﴿قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا﴾ [التوبة: ٥١] أي ما قضاه وقدره وأبرمه. وفي قوله لنا دون علينا معنىً لطيفٌ ذكره العلماء، وهو أن فيه تنبيهًا أن ما يصيبنا نعده نعمةً لنا ولا نعده نقمةً علينا.
قوله: ﴿يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم﴾ [المائدة: ٢١] قيل: معناه وهبها لكم ثم حرمها عليكم بامتناعكم من قبولها ودخولها. وقال آخرون: كتبها لكم بشرط أن تدخلوها وأتى باللام دون «على» لما تقدم، يعني أن دخولهم إياها يعود عليهم بنفعٍ في الآجل والعاجل فيكون ذلك لهم لا عليهم، وذلك كقولك لمن يرى تأذيًا بشيءٍ لا يعرف نفع مآله: هذا لك لا عليك.
قوله: ﴿لقد لبثتم في كتاب الله﴾ [الروم: ٥٦] أي في حكمه وعلمه وإيجابه، وقيل: معناه أنزل الله في كتابه أنكم لابثون إلى يوم القيامة.
قوله: ﴿إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله﴾ [التوبة: ٣٦] أي في حكمه وشرعه. قوله: ﴿ولا هدى ولا كتاب منيرٍ﴾ [لقمان: ٢٠] أي ولا حجةٍ ظاهرةٍ، فإن الكتاب يعبر به عن الحجة الثابتة.
قوله: ﴿أم عندهم الغيب فهم يكتبون﴾ [الطور: ٢١] إشارةٌ إلى العلم والتحقق والاعتقاد، وقال القتيبي: المعنى يحكمون؛ يقولون: نفعل بك كذا وكذا ونطردك ونقتلك، وتكون العاقبة لنا عليك. قلت: وقد عكس الله عليهم آمالهم كلها فطردوا وقتلوا. وكان له العاقبة عليهم، ﴿والعاقبة للمتقين﴾ [القصص: ٨٣].
قوله: ﴿وابتغوا ما كتب الله لكم﴾ [البقرة: ١٨٧] فيه إشارةٌ لطيفةٌ إلى تحري النكاح وذلك أن الله تعالى خلق للخلق النكاح ليتحروا بها طلب النسل، الذي يكون سببًا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها ونهاية حصرها، فيجب للإنسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل الله له على حسب مقتضى العقل والديانة. ومن تحرى النكاح حفظ النسل وحصن النفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب الله له، وإلى هذا أشار من