فصل الكاف والثاء


ك ث ب:
قوله تعالى: ﴿وكانت الجبال كثيبًا مهيلًا﴾ [المزمل: ١٤] ما اجتمع من الرمل، وجمعه كثبانٌ وكثبٌ وأكثبةٌ. وأصل المادة الدلالة على الجمع، ومنه: كثبة اللبن لما اجتمع منه، الجمع كثبٌ، نحو: غرفة وغرف.
والكثبة -أيضًا -قطعة التمر لاجتماعها. وكثب الشيء: جمعه، وأكثب الصيد: إذا أمكن من نفسه. وفي المثل: «أكثبك الصيد فارمه» أي أمكنك من نفسه وقرب منك. وحقيقته: جمع نفسه عليك. فالكتب -بالمثناة والمثلثة -متقاربان لفظًا ومعنىً كما تقدم بتقرير ذلك. وفي حديث يوم بدر: «إن أكثبكم القوم فانبلوهم» أي أن قاربوكم فارموهم. وفي آخر: «إذا كثبوكم فارموهم بالنبل». وفي حديث عائشة تصف أباها الصديق رضي الله عنهما: «ظن رجالٌ أن قد أكثبت أطماعهم» أي قاربت. وكثبت الشيء أكثبه: جمعته. والكثيب -أيضًا -: القريب.
ك ث ر:
قوله تعالى: ﴿ألهاكم التكاثر﴾ [التكاثر: ١] التكاثر: المغالبة في الكثرة من الأشياء الدنيوية كما تتغالب الجاهلية بكثرة أموالها وأثاثها، وقراها الضيفان، وفكها العناة، وإطعامها في النوء المجاويع وغيره، على ما شهدت بذلك أشعارهم وخطبهم، والمعنى أنه شغلهم تكاثرهم بذلك حتى ماتوا فزاروا المقابر. وقيل: إنهم تفاخروا بآبائهم حتى يعز الأحياء فذكروا.
يقال: تكاثروا فكثرهم فلانٌ فهو كاثرٌ وغيرهم مكثور. والكاثر -أيضًا -: الكثير المال. وأنشد: [من السريع]


الصفحة التالية
Icon