والكثرة يستعملان في الكمية المنفصلة كالأعداد. وقوله تعالى: ﴿وفاكهةٍ كثيرةٍ﴾ [الواقعة: ٣٢] وصفها بذلك اعتبارًا بمطاعم الدنيا. وليس الكثرة إشارةٌ إلى العدد فقط بل إلى الفضل، ويقال: عددٌ كثيرٌ وكثارٌ فالكثار أبلغ من الكثير.
فصل الكاف والدال
ك د ب:
قرأ الحسن البصري، ويروى أيضًا عن عائشة رضي الله عنها: ﴿وجاؤوا على قميصه بدمٍ كدبٍ﴾ [يوسف: ١٨] بالدال المهملة. قيل: هو المتغير، وقيل: الناصع اللون.
ك د ح:
قوله تعالى: ﴿يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحًا﴾ [الانشقاق: ٦] أي ساع، والكدح: السعي الشديد، وأنشد: [من الطويل]
١٣٢٨ - وما الدهر إلا تارتان: فمنهما... أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح
قال أبو بكرٍ في تفسير الآية: كدح إذا سعى وعمل وحرص وعني. وقال غيره: تعبٌ فكأنه سعيٌ خاصٌ.
والكدح: السعي في العمل دنيويًا كان أو أخرويًا. وقد يستعمل الكدح في غير هذا بمعنى الكدم بالأسنان. قال الخليل بن أحمد: الكدح دون الكدم. قلت: هذا يشبه باب القبض والقبص والقصم والفصم.
ك د ر:
قوله تعالى: ﴿وإذا النجوم انكدرت﴾ [التكوير: ٢] أي انتثرت. وأصله من الكدر وهو ضد الصفاء، والمعنى: تغيرت بالتناثر، وذلك أنها إذا تناثرت تغير شكلها