وفي الحديث: «ليس في الإكسال إلا الطهور» الإكسال، مصدر أكسل الرجل: إذا جامع فلحقه فتورٌ فلم ينزل، وهذا يشبه قوله: «إنما الماء من الماء» وفيه بحثٌ حققناه في غير هذا الموضوع، ومثله قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا أتى الرجل أهله فأقحط فلا يغتسل».
ك س و:
قوله تعالى: ﴿رزقهن وكسوتهن بالمعروف﴾ [البقرة: ٢٣٣] الكسوة ما يكتسى به من الملبوسات على اختلاف أنواعها بحسب أهل كل بلدةٍ. وكانوا في العصر الأول يلبسون الجلود حتى علم الله تعالى «شيث» صنعة النسج. وهذا دليلٌ أن ستر العورة مما يهتم بشأنه، وأيضًا فإن فيه دفع ضرر البرد والحر، ولذلك قال تعالى: ﴿سرابيل تقيكم الحر﴾ [النحل: ٨١]. قيل: تقديره: والبرد، والمادة تدل على ستر الشيء وتغطيته، وعليه قوله تعالى: ﴿فكسوا العظام لحمًا﴾ [المؤمنون: ١٤]. واكتسى الغصن بالورق. ويحتمل أن يكون ذلك من الاستعارة. واكتست الأرض بالنبات من ذلك، يقال: كساه يكسوه كسوةً، بكسر الكاف وضمها، وأنشد: [من الطويل]

١٣٤٦ - فبات لها دون الصبا وهي قرةٌ لحافٌ ومصقول الكساء رقيق
شبه نبات الأرض بالكسوة، وقيل: هو كنايةٌ عن الدواية التي تعلو اللبن وهي ما يحمل على وجهه فيكون كالجلدة الرقيقة، وكذلك ما يعلو المرقة يقال فيه دواية بضم الدال وكسرها. وقال آخر: [من المنسرح]
١٣٤٧ - حتى أرى فارس الصيموت على أكساء خيلٍ كأنها الإبل
عنى بأكسائها ما يعلوها من الغبار ويلبسها منه عند عدوها حتى تكون بمنزلة


الصفحة التالية
Icon