غليظة" قال الأصمعي: الظفرة: لحمة تنبت عند المآق. وأنشد: [من الرجز]

٩٦٩ - بعينها من البكاء ظفره حل ابنها في السجن وسط الكفره
وقال الراغب: الظفرة: جليدة تغشى البصر، تشبيهًا بالظفر في الصلابة. وقد ظفرت عينه: أصابها ذلك. وقيل: "إن الظفر كان لباس آدم وحواء عليهما السلام في الجنة". فلما وقع ما وقع نزع عنهما كما قال الله تعالى، وأبقى الله منه هذه البقية على رؤوس الأصابع ليتذكر بها ما وقع منهما، فبقيت في ذريتهما تلك البقية، والله أعلم.

فصل الظاء واللام


ظ ل ل:
قوله تعالى:} في ظلالٍ وعيونٍ ﴿الظلال جمع ظل، وهو ضد الصبح البارز للشمس، وهو أعم من الفيء؛ فإنه يقال: ظل الليل، وظل الحر. ولا يقال في الحر إلا بعد الزوال لأنه يفيء من جهة المغرب إلى جهة المشرق. والفيء: الرجوع. ومنه:﴾ حتى تفيء إلى أمر الله ﴿[المرسلات: ٤١] ولذلك غلط ابن السكيت الناس في تسميتهم الظل مطلقًا فيئًا. ويقال لكل موضعٍ لم تصل إليه الشمس: ظل. ولا يقال له في قوله تعالى:﴾ يتفيؤوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدًا لله ﴿[النحل: ٤٨] أي أفياؤه يدل على وحدانية الله وينبئ عن حكمته.
قوله:﴾
وظلالهم بالغدو والآصال ﴿[الرعد: ١٥]. قال الحسن: "أما ظلك فيسجد الله وأما أنت فتكفر به". وقد يعبر بالظل عن الإحسان، فيقال: أنا ظلك، وعن العز والمنازعة، وبه فسر قوله تعالى:﴾ إن المتقين في ظلال وعيون وفواكة}


الصفحة التالية
Icon