قوله تعالى: ﴿كان مزاجها كافورًا﴾ [الإنسان: ٥] سمي الكافور لستره الأشياء بطيبه ورائحته، كما سمي الكمام كافورًا لستره الثمرة.
وفي الحديث: «لا ترجعوا بعدي كفارًا» قال أبو منصور: فيه قولان: أحدهما من كفر إذا لبس سلاحه لأنه ستر نفسه، ومنه قول الشاعر: [من الكامل]
١٣٥٤ - قد كفرت آباؤهم أبناءها
والثاني أن يقول أحدهم للآخر: «يا كافر» لأن من كفر غيره فقد كفر.
وفي الحديث: «لتخرجنكم الروم من أرضكم كفرًا كفرًا» الكفر: القرية من قرى الريف. ومن كلام معاوية: «أهل الكفور أهل القبور» يعني أنهم لبعدهم عن الأمصار، وأهل العلم والأدب بمنزلة الموتى سمي كفرًا لستره أهله، وفيه أيضًا: «المؤمن مكفرٌ» أي تكفر عنه خطاياه بالرزايا التي تصيبه في ماله وفي نفسه. وفي القنوت: «واجعل قلوبهم كقلوب نساءٍ كوافر» يعني في الاختلاف، وخص النساء لأنهن أضعف قلوبًا من الرجال، وخص الكوافر لأنهم أضعف من المسلمات.
ك ف ف:
قوله تعالى: ﴿وهو الذي كف أيديهم عنكم﴾ [الفتح: ٢٤] الكف: المنع، ومنه قيل لكف الإنسان كف لأنه يمنع ما فيه؛ سمي باسم المصدر. يقال: كففته أكفه كفًا.