فيطلب بها كمية ذلك المعدود، وخبريةٍ فيراد بها التكثير كقوله تعالى: ﴿أو لم يروا إلى الأرض كم أنتنا فيها من كل زوجٍ كريمٍ﴾ [الشعراء: ٧] أي كثيرًا من الأزواج أنبتنا فيها. وكلاهما له صدر الكلام، ومميز الاستفهامية واحد منصوب، يجوز جره إذا جرت هي بحرفٍ نحو: بكم درهمٍ اشتريته؟ ومميز الخبرية بواحدٍ أو جمعٍ مجرورٍ، وينصب إذا فصل بظرفٍ ونحوه نحو: كم في الدر عبيدًا ملكت! وقد يبقى جره كقول الشاعر: [من الرمل]

١٣٨٢ - كم بجودٍ مقرفٍ نال العلى وكريمٍ بخله قد وضعه
فإن كان الفاصل جملةً وجب النصب كقول الشاعر: [من البسيط]
١٣٨٣ - كم نالني منهم فضلًا على عدمٍ إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل
ولها أحكام قررناها في غير هذا الموضع.
ك م هـ:
قوله: ﴿وتبرئ الأكمه والأبرص﴾ [المائدة: ١١٠] قيل: الأكمه من ولد أعمى. ويقال: هو الذي يولد مطموس العين. وقيل: بل هو الذي طرأ عليه العمى أو ذهاب العين، قال الشاعر: [من البسيط]
١٣٨٤ - لقد ظهرت فلا تخفى على أحدٍ إلا على أكهٍ لا يدرك القمرا
وقال رؤبة بن العجاج: [من الرجز]
١٣٨٥ - فارتد عنها كارتداد الأكمه
ويقال: إنه لم يوجد في هذه الآفة أكمه بالتفسيرين الأولين إلا قتادة بن دعامة السدوسي صاحب التفسير.


الصفحة التالية
Icon