وتزاد بعدها «ما» فلا تجزم بها خلافًا للكوفيين. وزعم بعضهم أنها ترد نفيًا، وجعل منه قوله تعالى: ﴿كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم﴾ [آل عمران: ٨٦]. وأنشد لعبد الله بن قيس الرقيات: [من الخفيف]
١٤١١ - كيف نومي على الفراش ولما | تشمل الشام غارة شعواء؟ |
ك ي ل:
قوله تعالى: ﴿نزداد كيل بعيرٍ﴾ [يوسف: ٦٥] أي مقدار حمل بعيرٍ، فعبر عنه بذلك. والكيل معلوم وهو ما يكال به، وكأنه سمي بالمصدر في الأصل، يقال: كلته أكيله كيلًا.
وكلت يتعدى لاثنين أولهما بنفسه تارةً وبحرف الجر أخرى، ومثله في ذلك نحوه: كلت زيدًا الطعام، وكلت له طعامه، ووزنت له ماله، ووزنته دراهمه. واختلف النحاة هل أحدهما للآخر أصل أو مستقل بنفسه! ثلاثة مذاهب أظهرها ثالثها. وقد فرق الراغب بينهما فقال: يقال: كلت له الطعام: إذا توليت ذلك له، وكلته الطعام إذا أعطيته كيلًا.