الثالث: ما يحتمل الأمرين معًا نحو: جئت كي أتعلم، يجوز أن يكون حرف جر بعدها أن مقدرة نصبت المضارع، وأن تكون الناصبة ولام الجر قبلها مقدرةً، وعلى هذا فقول الشاعر: [من الطويل]
١٤١٣ - أردت لكيما أن تطير بقربتي | وتتركها شنًا ببيداء بلقع |
١٤١٤ - فلا والله لا يلفى لما بي | ولا للمابهم أبدًا دواء |
١٤١٥ - فأصبح لا يسألنه عن بما به
فجمع بين عن والباء تأكيدًا.
وقال الراغب: «كي» حرف علة لفعل الشيء، وكيلا لانتفائه، انتهى. كيلا مركبة من كي التي للتعليل ومن لا النافية؛ فالنفي إنما هو مستفاد من لفظ كي. فكل منهما باقٍ على حقيقته، وهذا كما تقول: لئلا اللام للعلة ولا للنفي، فاللام للفعل منفيًا والأمر فيه قريب.