م ع:
قوله تعالى: ﴿إن الله مع الصابرين﴾ [البقرة: ١٥٣] مع: ظرف مكانٍ، والاستدلال على ظرفيتها قلقٌ، وكونها مكانًا لقولهم: زيدٌ مع عمرٍو. ولو كانت زمانًا لما أخبر بها عن الجثث. وزعم بعضهم أنها مسكنة العين حرف جر إجماعًا، وهو فاسدٌ. ونص سيبويه على أن تسكينها ضرورةٌ، وأنشد: [من الوافر]
١٥٤٠ - وريشي منكم وهواي معكم | وإن كانت زيارتكم لماما |
وتقطع عن الإضافة فيكثر انتصابها حالًا، نحو: جاؤوا معًا. وهو فرقٌ بين قولك: جاء الزيدان معًا أو جميعًا، في حكايةٍ بين ثعلبٍ وابن قادمٍ ذكرتها في غير هذا، وهل هي من باب المقصور أو المنقوص، وتظهر فائدته في التسمية بها؛ فعلى الأول يقال: جاء معًا، ومررت بمعًا، وعلى الثاني يقال: جاء معٌ ومررت بمعٍ، كيدٍ ودمٍ. وقد حققت الكلام في ذلك بموضع هو أليق به، وحيث جاء
﴿والله مع الصابرين﴾ [البقرة: ٢٤٩] ونحوه فالمراد الصحبة بالمعونة والإثابة. وقال الراغب: مع يقتضي الاجتماع إما في المكان نحو: هما معًا في الدار، أو في الزمان نحو: ولدا معًا، أو في المعنى كالمتضايفين نحو: الأخ والأبد؛ فإن أحدهما صار أخًا في حال ما صار الآخر أخاه، وإما في الشرف والرتبة، نحو: هما في العلو معًا. ويقتضي معنى النصرة، وأن المضاف إليه لفظ مع هو المنصور نحو قوله تعالى:
﴿إن الله معنا﴾ [التوبة: ٤٠]
ورجلٌ إمعةٌ، أي يقول لكل واحدٍ: أنا معك. وفي كلام ابن عباسٍ:
«كن عالمًا أو متعلمًا أو مستمعًا ولا تكن إمعةً فتهلك» قيل: هو البطال.
والمعمعة: صوت الحريق، وصوت الشجعان في الحرب. والمعمعان: شدة الحرب.