وكان عمر بن عبد العزيز كثيرًا ما يتمثل بقول الشاعر: [من الطويل].
١٥٧١ - كفى حزنًا أن لا حياة هنيئةٌ | ولا عملًا يرضى به الله صالح. |
قوله: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ﴾ [آل عمران: ١٦٩] قيل: معناه: نفى عنهم الحزن المذكور في قوله: ﴿ويأتيه الموت من كل مكان﴾ [إبراهيم: ١٧] وقيل: نفى عنهم وعن أرواحهم فإنه نبه على نفسهم. وقد جاء مفسرًا في الحديث: ((إن أرواحهم في حواصل طيرٍ خضرٍ تعلق من الجنة وتأوي إلى قناديل من ذهبٍ)) فهذه حياتهم ونفي الموت عنهم.
قوله: ﴿كل نفسٍ ذائقة الموت﴾ [آل عمران: ١٨٥] هذه عبارةٌ عن زوال القوة الحيوانية وإبانة الروح عن الجسد. قوله: ﴿إنك ميتٌ وإنهم ميتون﴾ [الزمر: ٣٠] أي أنك ستموت، تنبيهًا أنه لا ينفلت منه أحدٌ. وإن كان أكرم الخلق، كقوله: ﴿وما جعلنا لبشرٍ من قبلك الخلد أفإن ميت فهم الخالدون﴾ [الأنبياء: ٣٤].
وقال الشاعر: [من الطويل].
١٥٧٢ - ولو كان مجدٌ يخلط الدهر واحدًا | خلدت ولكن ليس حي بخالد. |