حرمة. وكذا إذا لم يعرف إلا به، وكان فيه مفسدة لو لم يذكر به، كتضييع حق الغير لا سيما إذا روي عنه كالأعرج والأعمش، حيث غلب على هذين. وكره سعيد بن المسيب فتح الياء من المسيب، وكان يقول: سيب الله من سيب أبي. وكره التلقيب مطلقًا وإن أحبه صاحبه.
ن ب ط:
قوله تعالى: ﴿لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾ [النساء: ٨٣] أي يستخرجونه. يقال: استنبطت الماء من الأرض، وأنبطته، أي استخرجته. وأصله من النبط وهو أول ما يخرج من البئر حين تحفر. وفي المثل: ((أنبط في غضراء)) أي استخراج الماء من طين حر. وأنشد: [من الطويل]

١٥٩٤ - نعم، صادقًا، والقائل الفاعل الذي إذا قال قولًا أنبط الماء، في الثرى
وسئل بعضهم عن رجل فقال: ذاك قريب الثرى بعيد النبط أي: قريب الوعد بعيد الوفاء. وفي الحديث: ((ورجل ارتبط فرسًا ليستنبطها)) أي ليخرج ما في بطنها. وسأل عمر بن الخطاب عمرو بن معدي كرب عنه فقال: ((ذاك أعرابي في حبوته، نبطي في جبوته)) أراد أنه في حبوة العرب، وكالنبطي في علمه بأمر الخراج وجبايته وعمارة الأرض، حذقًا بها ومهارة فيها.
والنبط: جيل معروف، سموا بذلك، لأنهم ينبطون الماء في الأرض ويزرعونها، ويستخرجون بذرها. بمقابلة العرب يقال: ذاك عربي وهذا نبطي، ولذلك قال الفقهاء: لو قال لعربي: يا نبطي كان قذفًا. وكان عمر يقول: ((تمعددوا ولا تستنبطوا)) أي تشبهوا بمعد لا بالنبط.


الصفحة التالية
Icon