[النجم: ١] قيل: أراد جنس كوكب فدل بالواحد على الجمع، وقيل: أراد كوكبًا بعينه وهو الثريا. وقد صار علمًا غالبًا عليها كالعيوق والدبران. ومنه قول العرب: [من مجزوء الرمل]
١٦٠١ - طلع النجم غذيه... وابتغى الراعي شكيه
قيل: وإنما نص الله تعالى على هوية دون طلوعه، لأن الطلوع قد فهم من نفس مادة النجم. يقال: نجم قرن الشاة، أي طلع. وقيل: أراد به القرآن، وبهويه نزوله على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن القرآن نزل نجومًا، أي مفرقًا كقوله: ﴿وقرآنا فرقناه لتقرأ على الناس على مكث﴾ [الإسراء: ١٠٦]. ومنه نجوم الكتابة لأنها مفرقة في الإيتاء.
قوله تعالى: ﴿وبالنجم هم يهتدون﴾ [النحل: ١٦] قيل: أراد به نجمًا بعينه كالنجم والفرقدين والثريا ونحوهما، مما يستدل به على المسير لجهة خاصة. ويجور أن يريد به جنس النجوم، فصار النجم يطلق على الكوكب تارة وعلى المصدر أخرى، إما بطريق الاشتراك، وإما بطريق التسمية بالمصدر. وكذا لفظ النجوم يطلق على جمع النجم تارة وعلى المصدر أخرى، ثم شبه طلوع النبات والرأي بطلوع الكوكب فقيل: نجم النبات، والنبات نفسه نجم كما مر، وإن اختص بنوع من النبات مما لا ساق له. ونجم له رأي، أي طلع وظهر. وقيل هذا في قوله ﴿فنظر نظرة في النجوم﴾ [الصافات: ٨٨] أي فيما نجم له من الرأي. وليس بظاهر، بل معناه انه وري لهم بذلك. وذلك أن القوم كانوا يقولون بعلم النجوم، فقال لهم: إني نظرت في علم النجوم وظهر لي أني سأسقم. وقصد بذلك التخلف في البيوت يوم عيدهم، ليفعل ما فعل من حطم الأصنام كما في القصة المشهورة. ويجوز أن يريد في النجم الفلاني، فدلني على قسمي أي على زعمكم. وإلا فأنبياء الله مبرؤون من ذلك، لا سيما خليل الرحمن.
ونجمت المال على فلان: فرقته عليه في الأداء. وأصله أن يفرض قسطًا عند طلوع النجم الفلاني مثلا، ثم صار مطلقًا في كل تفريق وإن لم يكن بطلوع نجمٍ.
قوله: ﴿فلا أقسم بمواقع النجوم﴾ [الواقعة: ٧٥] فسر بنجوم القرآن وبالكواكب.