أيامٍ نحسات} [فصلت: ١٦] إلا أنه لم يقرأ ﴿في يومٍ نحسٍ﴾ إلا بالإضافة وسكون العين، ولم يقرأ ﴿في أيام نحسات﴾ إلا بالتنوين والوفية مع سكون العين وكسرها. والمقتضى لذلك أنه وصف الأيام بكونها مشؤومات في أنفسها. لما حل فيها من الشوم. وأما قوله ﴿في يوم نحس﴾ فالمراد إضافة الزمان إلى العذاب الموصوف بالنحس. والنحس ضد السعد. فإن قيل: كيف قيل في موضع ﴿في يوم نحس﴾ وفي آخر ﴿في أيام نحسات﴾ فأفرد هنا وجمع هناك وأضاف الزمان هنا ووصفه بالنحس هناك؟ ولم تخصص كل موضع بذلك؟ ولم التزم سكون العين مع الإفراد وقرئ بالوجهين مع الجمع من أن القصة واحدة والمرسل نبي واحد وهو الريح الصرصر؟ الجواب على سبيل الاختصار إنه لما لم يذكر العذاب في سورة القمر ناسب إضافته إليه تقديرا، وأن المقام في ﴿فصلت﴾ يقتضي التهويل على قريش فناسب الجمع.
وأما السكون والكسر فلغتان مشهورتان؛ يقال: يوم نحس ونحس؛ بالسكون والكسر.
قوله: ﴿يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس﴾ بالرحمن: ٣٥ ي بالرفع عطف على شواظ وبالجر عطف على النار. وقد حققنا ذلك في غير هذا الموضع.
وقال بعضهم: وأصل النحس أن يحمر الأفق فيصير كالنحاس، أي لهب بلا دخان، فصار ذلك مثلا للشؤم، من حيث إن تلك الحالة تدل على جدب الزمان وقحطه. والظاهر أن النحاس هو الدخان. يدل على ذلك قول الجعدي: [من المتقارب]
١٦٠٧ - يضيء كضوء سراج السليـ | ـط لم يجعل الله فيه نحاسا |