لا يليق ذكرها على الأنبياء.
قوله: ﴿وإذا ناديتم إلى الصلاة﴾ [المائدة: ٥٨] أي دعوتم إليها، إشارةً إلى الأذان والإقامة. قوله: ﴿ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان﴾ [آل عمران: ١٩٣] هو الرسول. وقيل: القرآن، وقيل: كل رسولٍ وكل كتابٍ منزلٍ. وقال الراغب: أشار بالمنادي إلى العقل والكتاب والمنزل والرسول المرسل وسائر الآيات الدالة على وجوب الإيمان بالله. قال: وجعله مناديًا للإيمان، لظهوره ظهور النداء وحثه على ذلك كحث المنادي.
قال: وأصل النداء، من الندى، أي الرطوبة. يقال: ثوب ندٍ، أي رفيع. واستعارة النداء للصوت من حيث إن من تكثر رطوبة فمه حسن كلامه. ولهذا يوصف الفصيح بكثرة الريق. يقال: ندى وأندية وذلك كتسمية المسبب باسم السبب. وقول الشاعر: [من الرجز]
١٦١٩ - كالكرم إذ نادى من الكافور
أي: ظهر ظهور صوت المنادي.
قال: وعبر عن المجالسة بالنادي، حتى قيل للمجلس: النادي والمنتدى والندي. وقيل ذلك للجليس. قال تعالى: ﴿فليدع ناديه﴾ [العلق: ١٧]
قلت: يجوز أن يكون قد عبر عن اهل النادي بالنادي مجازًا، إطلاقًا لاسم المحل على الحال، كقول مهلهلٍ في أخيه: [من الكامل]
١٦٢٠ - نبئت أنه النار بعدك أوقدت | واستب بعدك، يا كليب، المجلس |