ناذرٍ واعد. وليس كل واعدٍ ناذرًا. وهذا إن كان من حيث اللغة فليس كذلك، إذ النذر التزام، وإن كان شرعًا فكذلك.
وإنما هو قسمان: نذر لجاجٍ ونذر تبررٍ، سواء وجدت فيه أداة شرطٍ أم لا. قال الراغب: النذر أن توجب على نفسك ما ليس بواجبٍ لحدوث أمرٍ. يقال: نذرت لله نذرًا. وفي الحديث: ((أن عمر وعثمان قضيا في الملطاة بنصف نذر الموضحة)).
النذر: أرش الجراحة بلغة الحجاز. ويقال: نذر ينذر وينذر، بكسر عين المضارع وضمها. ولا منافاة بين قوله تعالى ﴿يوفون بالنذر﴾ وبين قوله عليه الصلاة والسلام: ((النذر لا يأتي بخيرٍ)) وإنما يستخرج به من مال البخيل)) لأن الله تعالى أخبر عنهم أنهم إذا التزموا شيئًا وفوا به، يعني إن صدر ذلك منهم لم يفرطوا فيه، وليس فيه مدحهم بفعلهم النذر بل بوفائه. والحديث النبوي إنما هو في النذر لا في وفائه. فاختلفت الجهات. وقيل: النذر الذي في الآية نذر التبرر والذي في الحديث نذر اللجاج والغضب.
فصل النون والزاي
ن ز ع:
قوله تعالى: ﴿ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ﴾ [الأعراف: ٤٣] أي أزلنا وشفينا صدورهم من ذلك. وأصل النزع جذب الأشياء من مقارها بقوةٍ. وحقيقته في الأجرام، هو نزع القوس عن كبده: ﴿ونزعنا من كل أمةٍ شهيدًا﴾ [القصص: ٧٥] ثم يستعمل في المعاني مجازًا نحو ﴿ونزعنا ما في صدورهم من غل﴾. وقوله تعالى: ﴿والنازعات﴾ [النازعات: ١] أي الملائكة التي تنزع الأرواح عن الأشباح. قيل: تنزع أرواح الكفرة إغراقًا، ((فغرقًا)) مصدر على حذف الزوائد، كما يغرق النازع في القوس. وقيل: المراد بالنازعا غرقا القسي. ﴿والناشطات نشطًا﴾ [النازعات: ٢] الإرهاق.
قوله: ﴿ونزع يده﴾ [الأعراف: ١٠٨] أي أخرجها بسرعةٍ. قوله: ﴿فلا ينازعنك﴾ [الحج: ٦٧] المنازعة: المجادلة، لأن كلاً من المتجادلين ينزع صاحبه