كالنسبة بين الأخوة وبني الأعمام. والنسب يقال في مقدارين متجانسين بعض التجانس، يختص كل واحد منهما بالآخر. وقيل ومنه النسيب؛ نوع من أنواع الشعر، وهو ذكر العشق في النساء، وذلك أنه انتساب في الشعر إلى المرأة بذكر العشق؛ يقال: نسب الشاعر بالمرأة نسبًا.
ن س خ:
قوله تعالى: ﴿مما ننسخ من آية﴾ [البقرة: ١٠٦]. النسخ: الإزالة. نسخت الريح أثر القوم: أزالته. وقيل: هو إزالة شيء بشيء؛ يقال: نسخت الشمس الظل، والظل الشمس، والشيب الشباب. وقال الراغب: فتارة يفهم منه الإزالة، وتارة يفهم منه الإثبات، وتارة يفهم منه الأمران.
ونسخ الكتاب: إزالة بحكم يتعقبه. وقال غيره: النسخ يكون بمعنى الإزالة، وبمعنى النقل. ومنه: نسخت النخل نقلتها. وتارة يكون النقل لنفس الذات كنسخ النقل.
وتارة يكون نقل مثل الشيء المنقول مع بقائه مكانه نحو: نسخت الكتاب، أي نقلت مثل ما فيه. وهذا هذا من باب الاشتراك أو الحقيقة أو المجاز؟ وأما النسخ شرعًا فرفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه لا إلى غاية. ثم النسخ يكون على ثلاثة أوجه:
أحداهما أن ينسخ اللفظ والحكم معًا. كما يروي أنه مما يتلى ((عشر رضعات محرمات)).
ثانيهما أن ينسخ اللفظ ويبقى الحكم، كما يروى أنه كان مما يتلى: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالًا من الله والله عزيز حكيم)).
وثالثهما عكس هذا كآيتي العدة؛ فإن الثانية منسوخة بالأولى. ثم إنه هل يجوز النسخ إلى غيره بدل أو بأثقل؟ خلاف كبير أتقناه في ((القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز))، وذكرنا أقسامه واختلاف الناس فيه، فعليك بالالتفات إليه. وقرئ: ((ما ننسخ))، ((ما ننسخ))، وقد حققنا هذا في الكتاب المشار إليه وفي ((الدر)) و ((العقد)).


الصفحة التالية
Icon