بالذبيحة. وقال مجاهد في قوله: ﴿جعلنا منسكًا﴾، مذبحًا. قال: نسك: إذا ذبح- ينسك نسكًا. والنسيكة: الذبيحة، وجمعها نسك. قال تعالى: ﴿أو صدقة أو نسك﴾ [البقرة: ١٩٦]. وقال غيره: النسك: الطاعة. وقال آخرون: النسك: ما أمرت الشريعة به، والورع: ما نهي عنه.
وقال الهروي: وأخبرنا ابن عمار عن أبي عمر قال: سئل ثعلب عن معنى الناسك ما هو؟ فقال: هو مأخوذ من النسيكة، وهي السبيكة من الفضة المصفاة، وكأنه صفى الله نفسه. وقال ابن عرفة: ((جعلنا مسكًا)) أي مذهبًا من طاعة لله تعالى: نسك الرجل بنسك. قومه، أي سلك مذهبهم. فقوله: ﴿وأرنا مناسكنا﴾، يجوز أن يكون التقدير: أرنا متعبداتنا من حج أو غيره، أو مواقف حجنا، أو عبادة حجنا، أو مواضع ذبحنان أو مواقف عباداتنا.
ن س ل:
قوله تعالى: ﴿إلى ربهم ينسلون﴾ [يس: ٥٢] أي يسرعون في عدوهم من قولهم: نسل الثعلب، أي أسرع في ذهابه، ينسل نسلًا. ومنه قوله تعالى: ﴿وهم من مل حدب ينسلون﴾ [الأنبياء: ٩٦]. وقيل: النسلان جون السعي. وفي حديث لقمان بن عاد: ((وإذا سعى القوم نسل)) أي إذا سعوا لغارة أو مخافة، قارب الخطو في إسراع. وفي الحديث: ((شكوا إلى رسول الله ﷺ الضعف. فقال: عليكم بالنسل)) قال ابن الأعرابي: النسل ينشط، وهو الإسراع في المشي. وفي حديث آخر: ((أن قومًا شكوا إليه الإعياء فأمرهم أن ينسلوا)). وقال بعضهم: النسل: الذرية، وكأنه أمرهم- لما شكوا ضعفهم- بالتوالد. وأصل النسل الانفصال عن الشيء. وهذا المعنى يخدمك في جميع ما قدمته. ومنه نسل الوبر عن البعير، والقميص عن الإنسان، والريش عن الطائر. ويعبر به عن الهجر والإبعاد. وأنشد لامرئ القيس: [من الطويل]