١٦٣٨ - سميت إنسانًا ناسي
وقال آخر: [من البسيط]
١٦٣٩ - لئن نسيت عهودًا كنت موثقها | فاغفر؛ فأول ناسٍ أول الناس |
فصل النون والشين
ن ش أ:
قوله تعالى: ﴿ثم أنشأناه خلقًا آخر﴾ [المؤمنون: ١٤] الإنشاء: ابتداء الخلق، وكل من ابتدأ خلق شيءٍ واخترعه فقد أنشأه. ومنه: أنشأ الشاعر القصيدة. وأنشأ فلان يفعل كذا، أي ابتدأ في فعله. والإنشاء الاختراعي غير المسبوق بمثالٍ لا يليق إلا بالباري تعالى. قال تعالى: ﴿وهو الذي أنشأكم﴾ [الأنعام: ٩٨]
قوله: ﴿ولقد علمتم النشأة الأولى﴾ [الواقعة: ٦٢] يعين خلقكم الأول، وهو ما ثبت بالدليل من خلق أصلكم من ترابٍ، أو خلق أنفسكم من كونكم نطفًا في أصلاب الآباء، ثم تقذف في بطون الأمهات، ثم تتصور تلك النطفة، إلى أن تخرج بشرًا سويًا؛ لا يكابر في ذلك إلا معاند. وجعلت الأولى باعتبار النشأة الأخرى، وهو بعثهم أحياءً بعد إماتتهم وصيرورتهم رممًا. قال تعالى: ﴿ثم الله ينشئ النشأة الآخرة﴾ [العنكبوت: ٢٠] جعلها نشأة باعتبار تفرق أوصالهم وبلاء أجسادهم وتقطع أبدانهم.
يقال: نشأة ونشاءة نحو رأفةٍ ورآفةٍ، وكأبةٍ وكآبةٍ. وقد قرئ بهما في المتواتر. قوله: ﴿أأنتم أنشأتم شجرتها﴾ [الواقعة: ٧٢] أي ابتدعتم الشجر، وهو المرخ والغفار